“جيتكس جلوبال” يناقش قضايا الاستدامة والحكومة الإلكترونية والمنازل الذكية ومستقبل الحوسبة في يومه الرابع
أعلنت دولة الإمارات العام الماضي عن “المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050″، وهي مبادرة وطنية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.
وخلال معرض “جيتكس جلوبال 2023″، أكد المهندس فيصل علي راشد، مدير أول إدارة الطلب على الطاقة في “المجلس الأعلى للطاقة في دبي، على نجاح الدولة في تنفيذ هذه المهمة.
وقال راشد إن دولة الإمارات تنتقل من الاقتصاد الخطي التقليدي إلى الاقتصاد الدائري. وكجزء من هذا التحول، فقد أنشأت لجنة لسياسات الاقتصاد الدائري تضم أعضاء من القطاعين العام والخاص لتشجيع الاستثمار في حلول إعادة التدوير وتسريع اعتماد ممارسات الاقتصاد الدائري.
إعادة تصور الخدمات العامة في العصر الرقمي
يدعم “جيتكس جلوبال” أهم مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يجمع نحو 250 جهة حكومية تتطلع للتعاون معاً في مبادرات الحكومة الإلكترونية والحكومة الرقمية. وقُدرت قيمة سوق الحكومة الذكية بحوالي 30 مليار دولار في عام 2022، مع توقع بلوغها 110 مليار دولار بحلول عام 2029 بمعدل نمو سنوي قدره 21%.
وخلال جلسة بعنوان “إعادة تصور الحكومة في العصر الرقمي: تحويل الخدمات العامة من أجل المستقبل”، انضم اللورد ماكنيكول، عضو مجلس اللوردات في برلمان المملكة المتحدة، إلى أعضاء آخرين بينهم ألبي بوكانيجرا، المؤسس والمدير التنفيذي السابق للتكنولوجيا لدى شركة The Urban Futurist في مدينة نيويورك؛ وكريستينا إسماعيل، نائب مدير مكتب تكنولوجيا التعليم في وزارة التعليم الأمريكية؛ وميكو روساما، المدير الرقمي السابق في شركة “سيتي أوف هلسنكي”.
وتطرقت الجلسة إلى دور التقنيات الرقمية في تحويل الخدمات العامة من أجل المستقبل
كما أكدت على الحاجة إلى نهج استباقي يركز على البيانات في تقديم الخدمات العامة. وسلط المشاركون الضوء على مزايا سياسات البيانات المفتوحة التي تسمح للمؤسسات بجمع البيانات ومراقبتها واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الخدمات التي تقدمها ودورها في خدمة المواطنين.
الحوسبة الكمية تمهد لعصر جديد من الإنتاجية
إن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية في آلية عمل السحابة الهجينة يبشر بآفاق جديدة بمجال التحول الرقمي.
وأشارت الجهات العارضة الرئيسية في “جيتكس جلوبال 2023″، بما في ذلك “آي بي إم” و”ديل تكنولوجيز” و”مايكروسوفت” و”خدمات أمازون ويب” و”مؤسسة هيوليت باكارد” وشركة “زانادو” التي تتخذ من كندا مقراً لها، إلى أن الحوسبة الكمية – وهي أحد مجالات علوم الكمبيوتر التي تستخدم الكيوبتات (البتات الكمومية) بدلاً من بتات الحوسبة التقليدية لتحقيق قفزات نوعية في قدرات المعالجة – قادرة على معالجة أكبر المشاكل التي تواجه العالم.
وفيما لا تزال قيد التطوير، يمكن لقدرات الحوسبة المذهلة التي تتمتع بها أجهزة الكمبيوتر الكمية أن تساهم في تحول العديد من القطاعات، بما في ذلك الأمن السيبراني والاتصالات والرعاية الصحية والتنقل والتمويل والدفاع.
ووفقاً لتقديرات “مجموعة بوسطن الاستشارية”، وهي شركة استشارية إدارية؛ فإن أجهزة الكمبيوتر الكمية يمكن أن تحسن الدخل التشغيلي لمستخدميها بما يتراوح بين 450 و850 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050.
وقال محمد أمين، نائب رئيس شركة “ديل تكنولوجيز” في منطقة الشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا وتركيا، إنه لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا التحولية، يجب على الشركات الاستثمار في الحوسبة الكمية وتمكين بياناتها.
وأضاف: “من خلال تجربة الحوسبة الكمية ودمجها بشكل استراتيجي في العمليات التشغيلية، يمكن للشركات أن تضمن بقاءها في طليعة التقدم التكنولوجي واغتنام الفرص غير المسبوقة المتاحة لدفع عجلة الابتكار وتطوير العمليات”.
من جانبه قال بيتر أوغانيسيان، المدير العام لشركة “إتش بي” (HP) الشرق الأوسط، إنه سيكون للتطورات الأخيرة في مجال الحوسبة الكمية، إلى جانب تعزيز إمكانية الوصول إليها، آثار ملموسة في قطاعات عديدة مثل الأمن السيبراني والطب والشؤون المالية وغيرها.
وأضاف: “تمثل هذه التكنولوجيا الحقبة التالية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتبشر بإيجاد حلول لعدد من أبرز التحديات العلمية التي نواجهها اليوم، مثل تحديد ملامح الجينوم وإيجاد العلاجات المطلوبة بسرعة مذهلة”.
وبدوره أشار المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “زانادو”، كريستيان ويدبروك، إلى تعاون الشركة مع علامات تجارية عديدة للسيارات مثل “بي إم دبليو” و”فولكس واجن” في مشاريع الكيمياء الكمية لتطوير الجيل القادم من بطاريات السيارات الكهربائية.
ويتوقع ويدبروك أن تصل الحوسبة الكمية في العامين المقبلين إلى المكانة التي يشغلها اليوم تطبيق “تشات جي بي تي” من حيث الاستثمار والاهتمام. وقال بهذا الصدد: “سيحدث هذا الأمر تغييراً حقيقياً في العالم، وأنا أتطلع لأكون جزءاً من هذا التغيير”.
ولإظهار قدرته التقنية، دخل “بورياليس” (Borealis)، الكمبيوتر الكمّي لشركة “زانادو”، العام الماضي في منافسة مع الكمبيوتر الياباني العملاق والأسرع في العالم “فوجاكو”، لحل معادلة رياضية معقدة. وفيما احتاج “فوجاكو” نحو 7 ملايين سنة لحل المعادلة، نجح “بورياليس” بحلها في غضون دقيقتين.
المنازل الذكية المتصلة في متناول يديك
بالتعاون مع اتصالات من e&، قدمت سامسونج ثلاجة Family Hub في رابع أيام “جيتكس جلوبال”. تتميز الثلاجة بالكاميرا الداخلية لخاصية “View Inside” والتي تتيح للمستخدمين رؤية محتويات الثلاجة عبر هواتفهم الذكية، والتحقق من تاريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية، وشراء مواد البقالة مباشرة من منصة “بسمات” التابعة لشركة اتصالات.
علاوة على ذلك، تعمل الثلاجة كنقطة اتصال مركزية، حيث تربط بين الأجهزة الذكية في المنزل وتتحكم فيها بسلاسة.
وخلال حفل إطلاق المنتج الجديد؛ شرح بورسين أرابول، رئيس قسم الأجهزة المنزلية في سامسونج جلف للإلكترونيات، آلية عمل الثلاجة الذكية ودورها في الارتقاء بحياة العائلات في دولة الإمارات. وقال بهذا السياق: “متحمسون للتعاون مع اتصالات من e& في إطار معرض ’جيتكس جلوبال‘ وإطلاق ثلاجة Family Hub.
ودعماً لموضوع المعرض لهذا العام المتمثل في ’الذكاء الاصطناعي في كل شيء‘، تعكس هذه الثلاجة الذكية مستقبل المنازل المتصلة وتبشّر بعصرٍ جديد من الاتصال الذكي”.
تقام الدورة الثالثة والأربعون من معرض “جيتكس جلوبال” خلال الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2023. وقد بلغت طاقتها الاستيعابية الكاملة في مركز دبي التجاري العالمي، حيث يستضيف الحدث ما يزيد على 6,000 جهة عارضة من أكثر من 180 دولة.
ويحتضن معرضا “جيتكس جلوبال” و”إكسباند نورث ستار” 41 صالة على مساحة 2.7 مليون قدم مربعة، وهذا يتجاوز النسخة السابقة بنسبة 40٪.
ويجتمع تحت مظلتهما 1800 شركة ناشئة ونخبة من ألمع العقول وأكثر الشركات طموحاً لتحديد ودراسة وتطوير وتمكين الأجندات الرقمية للعالم.