كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟ سؤال يطرحه رواد الأعمال يوميًا، وهم يبذلون الجهد والمال من أجل الترويج لمنتجاتهم وتحقيق الانتشار وسط الجمهور المستهدف. ونجد أنه بين الحين والآخر، يظهر منتج جديد، أو لعبة، أو دمية، لتصبح فجأة حديث الجميع على السوشيال ميديا، وأحياناً من دون إعلان تلفزيوني، أو حملات ضخمة، حيث تحقق هذه المنتجات مبيعات بالملايين وتُصنف كمنتجات ترند تُحقق انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا تيك توك وإنستغرام. وهذا ما يدفعنا للبحث بعمق في كيفية تسويق المنتجات بنجاح في العصر الرقمي.
هل فعلاً تنتشر بعض المنتجات “بالصدفة”؟ أم أن وراء كل منتج ترند خطة مدروسة يمكن لأي رائد أعمال تطبيقها؟
في هذا المقال، نكشف لك عن أبرز المنتجات الترند في عام 2025، ونحلل استراتيجيات تسويق المنتجات بنجاح التي ساهمت في انتشارها على الإنترنت، مثل Labubu، Squishmallows، Pop It، وFidget Spinner.
ستجد في هذا المقال خطوات عملية مستوحاة من قصص نجاح حقيقية، تُجيبك بوضوح على سؤال: كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟
ما هي أفضل الطرق المجربة لتسويق المنتجات عبر الإنترنت في 2025؟
إذا كنت تتساءل كيف تسوق لمنتجك بنجاح عبر الإنترنت؟ فالجواب يبدأ بفهم الجمهور، وبناء تجربة حقيقية، وليس فقط الإعلانات.الترويج وحده لا يكفي. لتحقيق انتشار واسع، يجب أن تخلق حول منتجك فضولًا، وتُشجّع على التفاعل والمشاركة.
ملخص عملي لأفضل طرق تسويق المنتجات عبر الإنترنت
الطريقة | شرح تفصيلي |
---|---|
1. الاعتماد على عنصر المفاجأة (Blind Box) | استراتيجية فعالة تعتمد على تقديم منتج لا يعرف المشتري ما بداخله، مما يخلق فضولًا وتشويقًا يدفع المستهلك لتكرار الشراء، كما فعلت منتجات Labubu. |
2. تقديم محتوى مرئي قصير وجذاب | الفيديوهات القصيرة، مثل فتح العبوة أو استعراض الاستخدام، أصبحت الطريقة الأسرع لنقل تجربة المنتج وبناء تفاعل حقيقي، خاصة على تيك توك وإنستغرام. |
3. تشجيع محتوى المستخدمين (UGC) | حين يصوّر العملاء تجربتهم العفوية مع المنتج وينشرونها، تنشأ مصداقية تلقائية يصعب تحقيقها بالإعلانات التقليدية، ما يعزز ثقة الجمهور ويزيد من الرغبة في الشراء. |
4. التسويق بالمشاعر والنوستالجيا | استدعاء ذكريات الطفولة أو مشاعر الانتماء والراحة، كما في Pokémon Cards وSquishmallows، يربط المنتج نفسيًا بالجمهور ويحفّز الولاء والشراء. |
5. تصميم تجربة حسية مميزة | المنتجات التي تُحفز الحواس (مثل Pop It وKinetic Sand) تنتشر دون الحاجة لحملات تسويقية لأنها تُجرب وتُشارك بسهولة، وتخلق محتوى بصريًا مُرضيًا ومريحًا. |
كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟ : دروس تسويقية من منتجات ترند في 2025
لم يعد النجاح في تسويق المنتجات مرهونًا بالإعلانات التقليدية أو الميزانيات الضخمة. بل أصبح مرتبطًا بقدرة العلامات التجارية على خلق تجربة حقيقية، وبناء ارتباط عاطفي، وتحفيز التفاعل العضوي من الجمهور.
المنتجات التي تصدرت المشهد في 2025 كشفت عن دروس مهمة لأي رائد أعمال أو صانع محتوى أو مسوق يبحث عن الانتشار. من أبرز هذه الدروس:
- أهمية تبني استراتيجيات غير تقليدية تثير فضول الجمهور وتدفعه للمشاركة.
- دور المحتوى التلقائي الذي يصنعه المستخدمون في بناء المصداقية وزيادة الوصول.
- قدرة بعض المنتجات على إشباع حاجات نفسية أو سلوكية عميقة دون الحاجة لخطاب ترويجي مباشر.
- التركيز على تصميم يشعر المستخدم بأنه جزء من التجربة، وليس مجرد مستهلك.
- الاستفادة من منصات مثل التيك توك، التي أصبحت المحرك الأساسي للانتشار السريع.
هذه المبادئ لا تخص فئة معينة من المنتجات، بل يمكن تطبيقها في مختلف القطاعات، متى ما فهمنا الجمهور بعمق، وصممنا التجربة حوله.
Labubu : قصة انتشار دون إعلانات تقليدية
إذا كنت تبحث عن نموذج عملي لتسويق منتجك بنجاح، فمنتج “لابوبو” يقدم مثالًا واضحًا على كيف يمكن لفكرة بسيطة أن تتحول إلى ظاهرة عالمية. لابوبو هي دمية صينية ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ وتباع حالياً في متجر التجزئة الصيني الشهير “بوب مارت” Pop Mart. ما جعل “لابوبو” تحقق انتشارًا سريعًا لم يكن مجرد التصميم اللطيف، بل الاستراتيجية المدروسة التي اعتمدت على عنصر المفاجأة، والتسويق من خلال المؤثرين.
بعد ظهور لابوبو، سرعان ما اجتاحت السوق الخليجي والآسيوي من خلال صناديق المفاجآت (Blind Boxes)، حيث لا يعرف المشتري أي نسخة سيحصل عليها. هذه التجربة خلقت حالة من الترقب، وأثارت رغبة المستهلك في اقتناء النسخ النادرة، مما ساهم في تضاعف المبيعات.
اعتمدت الشركة على محتوى الفيديوهات القصيرة من المؤثرين الذين وثقوا تجربتهم في فتح الصناديق على تيك توك، مما ساهم في انتشار المنتج بشكل فيروسي ليصبح “ترند”. ولم تكتف “بوب مارت” بذلك، بل ركزت على تصميم يستهدف الكبار لا الأطفال فقط، مما وسع قاعدة العملاء وفتح سوقًا جديدًا تمامًا.
للتوسع أكثر حول نموذج عمل “بوب مارت” في تسويق هذه المنتجات، يمكن الرجوع إلى هذه الدراسة “استراتيجية العلامة التجارية والموقع التسويقي الفعّال لصناعة صناديق المفاجآت: دراسة حالة شركة Pop Mart”
كروت بوكيمون : التسويق باستغلال النوستالجيا
كروت بوكيمون ليست منتجًا جديدًا، بل يعود تاريخها إلى التسعينات. ومع ذلك، شهدت هذه البطاقات عودة قوية بين عامي 2020 و2024، لتصبح من أبرز المنتجات الرائجة في السوق العالمي، وتحقق مبيعات ضخمة تتجاوز المليارات. فما الذي جعلها تعود بقوة وتُصبح من جديد حديث الجيل؟
النجاح لم يكن مصادفة. اعتمدت العلامة على واحدة من أقدم وأقوى أدوات التسويق: النوستالجيا. عبر استهداف جيل الألفية، الذين نشؤوا على لعبة بوكيمون، حيث أعادت الشركة إحياء الذكريات بأسلوب عصري، إذ تم طرح مجموعات بطاقات نادرة مثل Prismatic Evolutions، والتي بيعت بكميات محدودة وأثارت حالة من اللهفة والانتظار، حتى أن البعض انتظر في طوابير لساعات للحصول على نسخة.
لكن الاستراتيجية لم تقف عند النوستالجيا. فقد اعتمدت الشركة أيضًا على دعم المؤثرين عبر منصات مثل يوتيوب وتيك توك، حيث انتشرت فيديوهات فتح البطاقات (unboxing) بشكل كبير. هذا المحتوى العفوي غذّى الطلب، ورفع من قيمة البطاقات في السوق.
ما يلفت الانتباه في نموذج كروت بوكيمون هو الدمج الذكي بين الترفيه والاستثمار. فبدل أن تُشتَرى البطاقات للعب أو جمع الذكريات فقط، أصبح ينظر إليها كأصول قابلة للتداول بأسعار مرتفعة تشمل آلاف الدولارات. على سبيل المثال، بطاقة Greninja ex التي بلغت قيمتها 142$ في شهر مايو 2024 تبلغ قيمتها الحالية 280$. هذه القفزة في الأسعار خلقت بيئة تحفيزية للشراء، واجتذبت المستثمرين إلى جانب اللاعبين والهواة، ما أضاف بعدًا ماليًا جديدًا لقيمة المنتج.
إذا كنت ترغب في متابعة كيف تتغير أسعار بطاقات بوكيمون من شهر لآخر، وخاصة تلك النادرة فأنصحك بزيارة صفحة تتبع الأسعار على PriceCharting. يمكنك الاطلاع على ارتفاع الأسعار حيث تجاوزت بعض النسخ سعر 600 دولار. https://www.pricecharting.com/game/pokemon-twilight-masquerade/greninja-ex-214
Squishmallows : كيف لعبت على العاطفة، والتفاعل الاجتماعي
في رحلة البحث عن إجابة لسؤال: كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟، تقدم تجربة Squishmallows مثالًا بارزًا على تسويق منتج بسيط بطريقة تجعل منه ظاهرة عالمية.
انطلقت Squishmallows كدمى قماشية ناعمة بأشكال لطيفة ومتنوعة، لكنها لم تعتمد فقط على التصميم، بل وظفت استراتيجية تسويق ذكية. كل دمية تحمل اسمًا وقصة، ما جعلها أقرب إلى شخصية يمكن التعلق بها، وليس مجرد لعبة. هذا العمق العاطفي عزز ارتباط المستخدمين بها، وفتح المجال لتجميعها وتبادلها.
النجاح الذي حققته Squishmallows لم يكن وليد ضربة حظ، بل نتيجة استغلال ذكي لتأثير السوشيال ميديا، خصوصًا خلال فترة الجائحة. بدأت شهرتها في 2020 و2021 عبر تيك توك، حين بدأ هواة الجمع بمشاركة صور وتفاصيل مجموعاتهم، مما ساهم في بناء مجتمع رقمي متفاعل حول المنتج.
إضافة لذلك، عقدت الشركة شراكات ذكية مع علامات كبرى مثل ديزني وHello Kitty وPUMA، ما أكسبها مزيدًا من الشرعية وجعلها مرغوبة لدى فئات عمرية متعددة. المفاجئ أن جزءًا كبيرًا من جمهور Squishmallows كان من الشباب، وحتى الكبار، وليس فقط الأطفال، ما وسّع نطاق السوق ورفع معدل المبيعات إلى أكثر من 400 مليون وحدة حول العالم بحلول أغسطس 2024.
وقد حصد وسم #Squishmallows على تيك توك أكثر من 550 مليون مشاهدة في بداياته، قبل أن يتجاوز 13 مليار مشاهدة بحلول مايو 2024. هذه الأرقام لا تعكس فقط انتشار المنتج، بل تبرهن على حجم التفاعل والارتباط العاطفي الذي خلقته العلامة مع جمهورها، وهو ما يعد أحد أعمدة النجاح في تسويق المنتجات في العصر الرقمي.
Fidget Spinner : منتج بلا براءة اختراع
من أغرب الحالات في عالم التسويق أن ينجح منتج دون وجود خطة تسويقية مركزية، وهذا بالضبط ما حدث مع Fidget Spinner. هذه اللعبة البسيطة التي ظهرت بشكل متواضع، سرعان ما تحولت إلى ظاهرة عالمية في عام 2017، وبلغت مبيعاتها أكثر من 50 مليون وحدة في بضعة أشهر فقط، دون أي دعم إعلاني حقيقي من شركات كبرى.
فما الذي حدث؟ وكيف يمكن أن نستفيد من هذه الحالة ؟
السر كان في بساطة الفكرة ووضوح الغرض. Fidget Spinner استهدفت حاجة حقيقية لدى فئة واسعة من الأطفال والمراهقين وهو التخلص من التوتر وتحفيز التركيز. وقد ساعد تصميمها البسيط وسعرها المنخفض على الوصول السريع للجمهور، لتتحول خلال أسابيع إلى منتج “لا غنى عنه” في المدارس والبيوت.
لكن العامل الأهم في انتشارها كان المحتوى العفوي، حيث انتشرت آلاف الفيديوهات على يوتيوب وتيك توك من أشخاص يستعرضون حركاتهم ومهاراتهم باستخدام اللعبة. ومع ازدياد التفاعل، تحولت Fidget Spinner إلى تحدٍ اجتماعي أكثر من كونها لعبة، ما عزز الإقبال عليها بسرعة غير مسبوقة.
إضافة إلى ذلك، فإن غياب الحماية القانونية للتصميم ساهم بشكل كبير في انتشاره. فقد كانت براءة اختراع Fidget Spinner الأصلية مسجلة باسم كاثرين هيتينجر، تحت عنوان “لعبة دوّارة” (Spinning Toy) برقم US 5591062 A، والتي تقدمت بطلبها عام 1993 وتم إصدارها رسميًا في 1997. لكن هيتينجر لم تجدد البراءة في عام 2005 نتيجة عدم قدرتها على دفع رسوم التجديد، مما أدى إلى سقوط الحماية القانونية عن التصميم.
هذا الغياب للملكية الفكرية أتاح لمئات المصنعين حول العالم إنتاج نسخ متعددة من اللعبة دون قيود، ما ساعد في وفرتها وانخفاض أسعارها، وسهل وصولها إلى قاعدة واسعة من الجمهور، ليصبح انتشارها نتيجة طبيعية لمنتج مفتوح المصدر تقوده رغبة السوق.
ورغم أن شعبية اللعبة تراجعت الآن، إلا أن تجربتها تقدم درسًا مهمًا: ليس دائمًا التسويق المدفوع هو الطريق، بل أحيانًا تكون الوظيفة الواضحة وسهولة الاستخدام والمحتوى الذي يصنعه الجمهور، هي العوامل التي تصنع الترند الحقيقي.
Pop It: كيف تحولت لعبة حسية بسيطة إلى منتج عالمي بلا حملة تسويقية؟
في قائمة المنتجات التي نجحت بدون إعلانات، يبرز Pop It كواحد من أبرز الأمثلة. هذه اللعبة ذات الفقاعات المطاطية ظهرت في السوق منذ سنوات، لكنها لم تجد شهرتها إلا في عام 2020، مع بداية أزمة كورونا. في تلك الفترة، كان العالم يبحث عن أدوات لتخفيف القلق والتوتر، خصوصًا للأطفال والأمهات في المنازل، فوجدوا في Pop It وسيلة حسيّة مسلية وآمنة.
اللافت في حالة Pop It أنها انتشرت بسرعة مذهلة عبر تيك توك ومنصات الفيديو القصير، دون دعم مباشر من علامة تجارية واحدة. فقد شارك المستخدمون فيديوهات لتجربة الضغط على الفقاعات، والتي تنتمي إلى محتوى ASMR الذي يحقق مشاهدات عالية، وسرعان ما تحولت اللعبة إلى ترند عالمي.
تصميم Pop It كان بسيطًا بدرجة تسمح لكل مصنع بتقديم نسخته الخاصة بألوان وأشكال متعددة، من الميداليات وحتى الحقائب والإكسسوارات. هذا التنوع فتح للمنتج أبوابًا جديدة لدى جمهور أوسع، من الأطفال وحتى البالغين الذين يبحثون عن منتجات مهدئة للأعصاب
الدرس هنا واضح لأي شخص يتساءل: كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟
الإجابة ليست دائمًا في الإعلانات المدفوعة، بل في تصميم بسيط يتيح تفاعل الجمهور معه خاصةً على منصات السوشيل ميديا الداعمة للفيديوهات مثل التيكتوك.
Funko Pop: من لعبة بسيطة إلى أسعار تصل إلى 100 ألف دولار
بين جميع الأمثلة على المنتجات التي حققت انتشارًا ، تبرز Funko Pop تعتمد شخصيات Funko Pop على أسلوب التصميم الياباني المعروف باسم “تشيبّي” (Chibi)، والذي يتميز بالمظهر القصير واللطيف. أبرز ما يميز هذه الدمى هو رؤوسها الكبيرة مقارنةً بأجسادها الصغيرة، إلى جانب عيون سوداء ضخمة ومتباعدة تمنحها طابعًا بصريًا فريدًا وسهل التعرف عليه من النظرة الأولى. هذا الأسلوب في التصميم كان جزءًا من جاذبيتها، وجعلها محبوبة لدى مختلف الأعمار، من الأطفال إلى الكبار.
منذ انطلاقتها في 2010، استطاعت Funko Pop أن تربط منتجها بعوالم شهيرة مثل Marvel، Star Wars، وHarry Potter. حيث طرحت الشركة أكثر من 1,000 تصميم، مما حفز شغف الجمع والمبادلة، وخلق مجتمعًا رقميًا قويًا من المعجبين.
جانب آخر من نجاح Funko Pop يكمن في السوق الثانوية للقطع النادرة. النسخ المحدودة ذات الإنتاج المنخفض أصبحت تُعامل كأصول نادرة، وتُباع بأسعار باهظة وصلت في بعض الحالات إلى مئات آلاف الدولارات. من بين النسخ الأعلى قيمة:
اسم النسخة | القيمة التقديرية |
Golden Ticket 2-Pack | 100,000 دولار |
Clockwork Orange | 60,000 دولار |
Freddy Funko Metallic Iron Man | 43,000 دولار |
Freddy Funko Metallic Ghost Rider | 23,000 دولار |
Freddy Funko Buzz Lightyear | 24,000 دولار |
Boo Berry | 20,000 دولار |
Freddy Funko (Bloody) as Jaime Lannister | 19,000 دولار |
Freddy Funko as Venom | 19,000 دولار |
Freddy Funko as The Joker | 13,000 دولار |
Dumbo | 8,400 دولار |
Ken Griffey Jr. (Gold) | 8,100 دولار |
Freddy Funko as Stan Lee | 4,700 دولار |
إذا كنت تبحث عن إجابة لسؤال “كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟”، فإن Funko Pop تقدم لك نموذجًا متكاملًا: اربط منتجك بثقافة شعبية، وامنح جمهورك سببًا للاحتفاظ بما تبيعه بل والاستثمار فيه.
Tamagotchi: كيف لبت لعبة رقمية بسيطة حاجة نفسية لدى الجمهور؟
منذ ظهورها في السوق الياباني عام 1996، شكلت Tamagotchi تحولًا كبيرًا في مفهوم الألعاب الرقمية. اللعبة التي طورتها شركة Bandai، كانت تعتمد على تربية حيوان افتراضي صغير داخل جهاز على شكل بيضة، مزود بشاشة LCD وأزرار بسيطة. بداياتها كانت محلية، لكن تصميمها الذكي واستراتيجيتها التسويقية مهدت الطريق لنجاح عالمي ساحق.
قبل الإطلاق، قامت Bandai ببحوث سوق وسط طلاب المدارس الثانوية لاختبار تفضيلاتهم من حيث اللون والتصميم، مما مكنها من إنتاج جهاز يتماشى مع الذوق المحلي. لكن النجاح الحقيقي لم يكن في الشكل فقط، بل في الوظيفة العاطفية التي لبتها اللعبة. فقد أثبتت دراسات نفسية لاحقة أن Tamagotchi ملأ “فراغًا عاطفيًا” يعيشه الكثير من سكان المدن الحديثة، الذين لا يستطيعون امتلاك حيوانات أليفة حقيقية. وهنا يتجلى بوضوح كيف يمكن لمنتج أن ينجح حين يتوافق مع حاجة نفسية غير معلنة في السوق.
على عكس الألعاب الرقمية الأخرى، لم تعتمد Tamagotchi على الرسومات أو المؤثرات البصرية، بل على محاكاة سلوكية بسيطة تشبه تربية كائن حي. يمكن للمستخدم إطعام الحيوان، أو معاقبته، أو إعطاؤه دواء، أو حتى مشاهدته يموت إذا تم تجاهله. هذه التجربة خلقت رابطًا عاطفيًا قويًا بين المستخدم واللعبة.
ما يزيد التجربة عمقًا هو أن Tamagotchi كسرت الحاجز التقليدي بين الذكور والإناث في عالم الألعاب الإلكترونية. فقد صممت لتكون جذابة من حيث الألوان والشكل وطريقة اللعب، بطريقة تناسب الفتيات والصبيان على حد سواء.
وعند التوسع إلى الأسواق الغربية، لم تتردد Bandai في تكييف المنتج مع الثقافة الجديدة. فقد درست الاختلافات النفسية بين المجتمعات الجماعية مثل اليابان، والفردية مثل أمريكا، وعدلت التصميم واللون وحتى الاسم بطريقة تحافظ على جوهر المنتج وتزيد من فرص تقبله عالميًا.
في كل خطوة من خطوات تطوير Tamagotchi، كانت Bandai تدرك أن النجاح لا يتحقق فقط عبر التصميم أو التكنولوجيا، بل من خلال فهم عميق لسلوك الجمهور واحتياجاته النفسية. لقد صممت منتجًا بسيطًا ظاهريًا، لكنه لامس مشاعر المستخدمين وملأ فراغًا حقيقيًا في حياتهم.
وهنا تحديدًا يكمن الدرس لأي رائد أعمال يتساءل: كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟
الجواب لا يبدأ من الإعلان أو الترويج، بل من بناء منتج يعبر عن الناس، ويلامس احتياجاتهم، ويمنحهم سببًا شخصيًا للاحتفاظ به.
Kinetic Sand: منتج حسي تحول إلى ترند عالمي
من أول نظرة، يبدو Kinetic Sand كمنتج بسيط موجه للأطفال. لكن ما حدث فعليًا أنه تجاوز فكرة اللعب، وأصبح وسيلة حسية تُستخدم لتقليل التوتر وتحفيز الحواس، وسرعان ما تحول إلى محتوى بصري يجذب الملايين على تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.
قوة المنتج لا تكمن فقط في ملمسه المختلف، بل في الأثر الفوري الذي يتركه على الجهاز العصبي. فكثير من المستخدمين وصفوا التفاعل مع هذه الرمال بأنه “مُرضي” و”مهدئ”، وقد دعمت ذلك دراسات سلوكية تشير إلى أن مثل هذه المحفزات الحسية تساعد على تنظيم المزاج والانتباه، خصوصًا لدى الأطفال والبالغين ممن يعانون من فرط الحركة أو القلق.
كما أشار تقرير نُشر في The News Minute إلى أن مشاهدة فيديوهات Kinetic Sand تُنتج استجابة عصبية تشبه التأمل أو جلسات الاسترخاء، وهو ما يفسر شعبيتها الجارفة ضمن فئة محبي محتوى (ASMR).
أما عن الشركات المصنعة، فهي لم تعتمد على حملة إعلانية تقليدية، بل تركت التجربة تتحدث عن نفسها. حيث انتشرت مقاطع التقطيع والضغط والتشكيل بشكل عضوي (Organic)، وبدأ الجمهور يصنع المحتوى بنفسه. هذا النوع من التسويق غير المباشر جعل Kinetic Sand يتسلل إلى المنازل، والمدارس، والنوادي، ليصبح منتجًا حسيًا وترفيهيًا وعلاجيًا في آنٍ واحد.
ملخص أهم استراتيجيات تسويق المنتجات الترند في 2025
المنتج | الاستراتيجية الأساسية | الدرس التسويقي المستخلص |
---|---|---|
Labubu | المفاجأة (Blind Box) + المؤثرين | اربط المنتج بتجربة غامضة، واستخدم المؤثرين لتوثيقها |
Pokemon Cards | النوستالجيا + المحتوى العفوي | استهدف ذكريات الجمهور وادمج الترفيه بالاستثمار |
Squishmallows | الارتباط العاطفي + بناء مجتمع رقمي | اصنع قصة لكل منتج واجعل الجمهور جزءًا من التجربة |
Fidget Spinner | البساطة + المحتوى الذي يصنعه الجمهور | منتج واضح الوظيفة يُسوق لنفسه من خلال الاستخدام |
Pop It | تحفيز الحواس + محتوى ASMR | صمم منتجًا ممتعًا للمشاهدة والتفاعل دون إعلان مباشر |
Funko Pop | الثقافة الشعبية + قطع محدودة | اربط منتجك بترندات ثقافية وامنح الجمهور شعور التميز |
Tamagotchi | تلبية حاجة نفسية + تخصيص التجربة | افهم الفراغ النفسي للجمهور واصنع منتجًا يشبعه |
Kinetic Sand | التحفيز الحسي + الفيديوهات العضوية | دع التجربة تتحدث عن المنتج وركز على أثره العصبي |
كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟ اجعل المنتج يتحدث عن نفسه
أحيانًا تكون الرسالة في الشكل الجذاب، وأحيانًا في الإحساس الذي يخلقه، أو في الذكريات التي يعيد إحياءها، أو ببساطة في كونه ممتعًا للمشاهدة والتجربة وحين ينجح منتج في تحقيق أحد هذه الأشياء، لا يعود بحاجة إلى إعلان، فكل من يستخدمه، أو يشاهده، أو يتحدث عنه، يتحول دون أن يدري إلى سفير للعلامة التجارية.
وهذه الدروس التسويقية هي الجواب الحقيقي لأي رائد أعمال يتساءل: كيف أسوق لمنتجي بنجاح؟
اقرأ أيضاً: تأسيس شركة ناشئة في السعودية للأجانب : دليل 2025
لقراءة المقالة باللغة الإنجليزية اضغط هنا English (الإنجليزية)