حوار مع محمد عوض الله: من الاتصالات إلى بناء منظومة تدعم رواد الأعمال في السعودية

في هذا الحوار، تفتح وسام عبد القوي نقاشًا عميقًا مع محمد عوض الله حول رحلته من موظف في قطاع الاتصالات، إلى مستشار تطوير أعمال يعمل مع أكثر من جهة حكومية، ثم أحد الوجوه الفاعلة في منظومة ريادة الأعمال والاستثمار في المملكة.
بين تجربته في تأسيس شركات، وعمله مع مسرّعات وحاضنات، وتحليله لسوق الاستثمار السعودي، يقدّم محمد صورة عملية عن الطريق من الفكرة إلى الاستثمار، وكيف تغيّرت المنظومة بالكامل مع رؤية 2030.

وسام: عرّفنا بنفسك وبخلفيتك المهنية؟
محمد: أنا محمد عوض الله، مستشار تطوير أعمال. بدأت في قطاع الاتصالات، ثم انتقلت للسعودية، وبعدها خرجت إلى منظومة ريادة الأعمال، وأسست شركات، وقدّمت استشارات لجهات حكومية وشركات ناشئة.

وسام: لماذا تركت قطاع الاتصالات واتجهت لريادة الأعمال؟
محمد: لأن القطاع كان يتجه للتوطين الكامل، ولا يتيح نموًا كبيرًا لغير السعوديين، بينما كان قطاع الشركات الناشئة يبدأ في الظهور ويمنح فرصًا أكبر.

وسام: متى بدأت فعليًا في قطاع ريادة الأعمال؟
محمد: منذ 2019 تقريبًا، قبل كورونا بقليل.

وسام: كيف أثرت رؤية 2030 في تطور منظومة ريادة الأعمال؟
محمد: الرؤية حولت الموضوع من “حلم” إلى “أرقام”. أصبحت هناك برامج، صناديق، دعم حكومي، وتمويل، ومسرعات في كل قطاع.

وسام: وما الذي تغير في بيئة الاستثمار؟
محمد: أصبح هناك وعي أكبر لدى المستثمرين، وصناديق جديدة، وهيكل واضح يبدأ من صندوق الاستثمارات العامة حتى المستثمرين الملائكيين.

وسام: هل يمكن لأي رائد أعمال التقديم على برنامج MVP في NTDP؟
محمد: نعم. البرنامج مفتوح للجميع، سعوديين وغير سعوديين، ولا يأخذ Equity.

وسام: ما المتطلبات الأساسية للقبول في الـ MVP؟
محمد: فكرة واضحة، مؤسسان على الأقل، وصف دقيق للمشكلة والحل، وفهم للسوق.

وسام: هل يلزم وجود Pitch Deck؟
محمد: ليس شرطًا، لكنه مفيد جدًا.

وسام: ما المستندات المطلوبة للتقديم؟
محمد: بيانات المؤسسين، وصف المشروع، وحجم المشكلة والسوق.

وسام: اشرح لنا الاستثمار في المملكة بشكل مبسط؟
محمد: الهرم يبدأ بـ PIF، ثم صناديق الصناديق مثل SVC، ثم الصناديق الاستثمارية، ثم المستثمرين الملائكيين، ثم التجمعات مثل عقال ورياض إنجل.

وسام: هل الـ Family Offices جزء من المنظومة؟
محمد: نعم، والعديد منها أصبح يستثمر في الشركات التقنية.

وسام: ما الفرق بين المسرّعات، الحاضنات، والـ Startup Studios؟
محمد:

• الحاضنة: للمرحلة المبكرة جدًا. تدريب طويل.

• المسرّعة: لشركة جاهزة لديها منتج ومبيعات أولية.

• الستارت أب ستوديو: يدخل كشريك، ويقدم خدمات مقابل Equity.

وسام: ما الفرق بين الـ SAFE Note والـ Equity؟
محمد:

• Equity: دخول شريك رسمي في الشركة.

• SAFE: اتفاقية تملك مؤجلة دون تسجيله كشريك الآن.

وسام: متى أستخدم كل نوع؟
محمد: SAFE أفضل للمراحل المبكرة. Equity للمراحل المتقدمة أو المستثمر الاستراتيجي.

وسام: كيف يبني رائد الأعمال شبكة علاقات مع المستثمرين؟
محمد: عبر حضور الفعاليات، الظهور في المجتمع الريادي، والتواصل المستمر دون طلب استثمار مباشر.

وسام: هل يساعد الـ Personal Branding في الحصول على استثمار؟
محمد: نعم، لكنه عامل مساعد وليس الأساس.

وسام: ما أهم عوامل نجاح الشركة في جولة التمويل؟
محمد: فهم السوق، منتج يعالج مشكلة حقيقية، ميزة تنافسية، فريق عمل قوي.

وسام: هل الحصول على الاستثمار أصبح أسهل أم أصعب؟
محمد: المنافسة أقوى، لكن الفرص أكبر. من يقدّم قيمة حقيقية يحصل على تمويل.

وسام: كيف تدرس شركة أجنبية السوق السعودي قبل دخولها؟
محمد: تبدأ كأنها MVP: دراسة العميل، تجربة أولية للمنتج، ثم التطوير بناءً على ردود الفعل.

وسام: كيف يوازن المؤسس بين تطوير المنتج وبين جمع الاستثمار؟
محمد: بوضع مراحل تطوير واضحة، والاعتماد على بيانات العملاء، مع استمرار التحسين دون السعي للكمال.

وسام: ما نصيحتك لكل مرحلة؟
محمد:

• الفكرة: اصبر. اختبر قبل طلب الاستثمار.

• البريسيد: ابدأ مع المسرعات والمستثمرين الملائكيين المناسبين للقطاع.

• السيد: وسّع العلاقات وابدأ في جولات أكبر.

• السيرياس: ركّز على الاستراتيجية والنمو طويل المدى.

وسام: ما القطاعات المتوافقة مع رؤية 2030؟
محمد: كلها. المهم التميز والابتكار وليس القطاع ذاته.

وسام: صفات رائد الأعمال الناجح؟
محمد: الإرادة، فهم السوق، اختيار فريق مناسب.

وسام: ما أخطاء رواد الأعمال الأكثر تكرارًا؟
محمد: التسرّع، السعي للكمال، التشتت، محاولة بناء كل شيء مرة واحدة.

بهذا نكون قد استعرضنا أبرز محطات الحوار مع محمد عوض الله ورؤيته لمسار ريادة الأعمال في المملكة.