برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة؛ افتتح محافظ جدة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي اليوم أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه، الذي تنظمه الهيئة السعودية للمياه خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025، وذلك بحضور رئيس الهيئة السعودية للمياه المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم، ومشاركة وفود رسمية وخبراء دوليين وقادة مؤسسات من أكثر من 139 دولة.
تدشين “واحة المياه” في رابغ ودخولها موسوعة “غينيس”
وشهد سموه الإعلان الرسمي عن إطلاق “واحة المياه” في رابغ (SWA Rabigh Water Oasis)، وهي إحدى أكبر المنظومات البحثية والابتكارية المتكاملة عالميًا في تقنيات المياه وسلاسل الإمداد.
ودخلت الواحة موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية باعتماد مساحة 33,395.88 مترًا مربعًا كأكبر واحة ابتكار مائي في العالم، في إنجاز جديد يعزز ريادة المملكة في تطويرها منصات علمية وبحثية عالمية.
تكريم الفائزين بجائزة الابتكار العالمية في المياه (GPIW 2025)
كما كرّم سمو محافظ جدة الفائزين في النسخة الثالثة من جائزة الابتكار العالمية في المياه (GPIW)، حيث فاز:
- قويهوا يو (Guihua Yu) بالجائزة الكبرى للاكتشاف عن مسار إنتاج المياه المستدام والحفاظ على البيئة.
- هانتشينغ يو (HanQing Yu) بالجائزة الكبرى للأثر عن مسار تقنيات معالجة المياه العادمة منخفضة التكلفة.
- كما جرى تكريم 12 فائزًا بجوائز الأثر بعد منافسة استقطبت أكثر من 2,500 مبتكر من 119 دولة.
معرض دولي يستعرض أحدث تقنيات المياه
وتجوّل سموه في المعرض المصاحب الذي ضم أكثر من 100 عارض دولي ومحلي، مستعرضين أحدث حلول التحلية، وإعادة الاستخدام، والحوكمة الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأنظمة خفض الفاقد، مما يعكس المستوى المتقدم الذي تبلغه هذه النسخة من المؤتمر.
رئيس الهيئة: فجوة عالمية بين أهمية المياه ومستوى الاستثمار في الابتكار
من جانبه، أكد المهندس عبدالله العبدالكريم في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر:
“أن العالم يواجه فجوة كبيرة بين الأهمية المحورية لقطاع المياه، المرتبط بنحو 60% من الناتج العالمي الذي يقدّر بنحو 58 تريليون دولار، وبين انخفاض الاستثمار في الابتكار البيئي الذي لا يتجاوز 1% عالميًا، بينما تمثل براءات تقنيات المياه 5% فقط من إجمالي براءات الابتكار البيئي، ويقل الاستثمار الجريء في قطاع المياه عن 0.5%”.
وأضاف:
” حين نقارن قطاعات أخرى مثل قطاع الاتصالات والرقمنة، يشكّل الاستثمار الجريء فيه 35٪، وفي قطاع الطاقة المتجددة 18٪، وهذا يؤكد أن لدينا فرص كبيرة في قطاع المياه في المستقبل”.
وبيّن رئيس الهيئة السعودية للمياه:
“في المملكة العربية السعودية حبانا الله بقيادة رشيدة كان الإنسان محورها، ساهمنا كثيرًا في توفير مصادر الإمداد، واليوم صناعة التحلية وإيجاد مصادر وفيرة للإمداد تقوده منطقة الخليج والسعودية تحديدًا في كفاءة الطاقة ومشاركة القطاع الخاص في الإمداد والنقل”.
وكشف رئيس الهيئة السعودية للمياه أن السعودية تتقدم على العالم في توفير مصادر الإمداد والنقل وكفاءة الطاقة، ولكن هناك مميزات في كافة القارات حول العالم؛ في أوروبا تركيز الابتكار أكثر في التقنيات وايضا في السياسات، وفي شرق اسيا ركّزوا على إعادة الاستخدام، وفي أمريكا الشمالية تميزوا في الرقمنة، وفي أمريكا الجنوبية امتازوا في الاقتصاد الدائري، وفي أفريقيا النماذج المصغّرة والحلول قليلة التكاليف محور الابتكار لديهم.
كما أوضح أن تحديات القرن الحادي والعشرين تكشف عن واقع مقلق يتمثل في أن أكثر من 2 مليار إنسان حول العالم يمثلون ربع سكّان الارض يفتقرون لمياه شرب آمنة، وأن 700 مليون شخص مهددون بالتهجير بسبب شحّ المياه.
وأشار إلى أن 90% من الابتكارات عالميًا لا تستمر بسبب ضعف نماذج العمل، مؤكدًا أن الابتكار لم يعد تقنية فقط، بل يشمل الابتكار في التمويل والسياسات والنماذج التشغيلية، كما أضاف أن المملكة، من جدة حيث انطلقت التحلية عبر “الكنداسة”، تتقدم بثقة لقيادة مستقبل الأمن المائي العالمي، مدعومة برؤية وطنية واضحة ومنظومة تشريعية واستثمارية رائدة.
إطلاقات نوعية واتفاقيات استراتيجية
وشهد اليوم الأول من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه توقيع 13 اتفاقية ومذكرة تعاون بين جهات حكومية وخاصة وأكاديمية، بالإضافة إلى إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع، من أبرزها:
- واحة رابغ المائية (SWA Rabigh Water Oasis)
- حلول إنفيديا (NVIDIA) للحوسبة والذكاء الاصطناعي في المياه
- مبادرات وزارة البيئة والمياه والزراعة (MEWA)
- منصة SIO لإعادة الاستخدام والبيانات المفتوحة بالذكاء الاصطناعي
- مشروع استزراع الطحالب الدقيقة باستخدام رجيع المحلول الملحي في الجبيل
- محطات التحلية العائمة بالتناضح العكسي (Albahri Floating RO Barges)
طاولة مستديرة مع قيادات قطاع المياه الأمريكي
وانعقدت جلسة طاولة مستديرة بقيادة رئيس الهيئة السعودية للمياه، بمشاركة قيادات قطاع المياه بالمملكة ونظرائهم من الولايات المتحدة، من بينهم رئيس هيئة مياه واشنطن (DC Water)، ورئيس مجلس إدارة منطقة مياه مقاطعة “أورانج” الأمريكية، حيث جرى استعراض نماذج الحوكمة والإدارة وتطوير البنية التحتية.
نسخة استثنائية في الحضور والتأثير
وتأتي النسخة الرابعة بزخم غير مسبوق، بعد توسع المشاركة الدولية من 20 دولة في 2024 إلى 139 دولة هذا العام، وارتفاع عدد العارضين من 40 إلى أكثر من 100، إضافة إلى تنفيذ 20 برنامجًا تدريبيًا متخصصًا تستهدف نخبة العاملين في قطاع المياه العالمي.

