videos

حوار مع محمد الغامدي: من تأسيس الشركات إلى تمكين رواد الأعمال عبر Plug and Play

في هذا الحوار، تفتح وسام عبد القوي نقاشًا مع محمد الغامدي حول رحلته من طالب جامعي يحلم بتأسيس شركة، إلى رائد أعمال أسس شركتين «وصلني تاكسي» و«وصول»، ثم مستثمر ملائكي يقود اليوم برامج في Plug and Play تدعم مئات الشركات الناشئة في السعودية والمنطقة.

وسام: من هو محمد الغامدي؟ وكيف بدأت رحلتك مع ريادة الأعمال؟
محمد: أنا رائد أعمال ومستثمر ملائكي، بدأت طريقي عام 2012 وأنا طالب في الجامعة، عندما أسست أول شركة لي «وصلني تاكسي» لربط سائقي التاكسي بالعملاء. كانت البداية بحماس كبير، لكن مع تحديات نقص الخبرة والمعلومة.

وسام: ماذا تعلمت من تجربة «وصلني تاكسي»؟
محمد: ركزنا على التشغيل والنمو أكثر من تركيزنا على نموذج الأعمال والتعامل مع المستثمرين. لم نكن نتحدث «لغة الاستثمار»، ولا نرى الشركة بمنطق النمو والربحية، وهذا ما جعلنا نصل لمرحلة لا نستطيع فيها الاستمرار ماليًا، فتم الاستحواذ على المنصة مع خروج مقبول لنا.

وسام: ما الذي دفعك للاستمرار بعد خروجك من أول مشروع؟
محمد: قلت لنفسي: إذا استطعت أن أبني شركة وأنا في الجامعة وبإمكانات بسيطة، فأستطيع أن أكمل. لذلك درست الإدارة المالية بتخصص مرتبط بالاستثمار، ثم عملت في القطاع البنكي لأبني أساسًا ماليًا قويًا قبل العودة مرة أخرى لرواد الأعمال.

وسام: كيف جاءت فكرة شركة «وصول»؟
محمد: «وصول» كانت نظام مبيعات بنموذج SaaS لقطاع التجزئة مثل المقاهي ومحلات الملابس. كنا نربط المخزون بالمشتريات والمبيعات، ونساعد التاجر أن يقرأ بياناته: ما الذي يبيع؟ وأين تذهب مبيعاته؟ وهذا مكّننا من التوسع إلى أكثر من 500 محل في سنة واحدة.

وسام: ماذا أضافت لك تجربة «وصول»؟
محمد: كانت أكثر نضجًا من ناحية الأهداف، وتحقيق المستهدفات للمستثمرين ولمجلس الإدارة. تعلّمت فيها كيف أبني منتجًا يقيس البيانات ويخدم القرار، لا مجرد تشغيل يومي أو نمو عددي فقط.

وسام: كيف انتقلت إلى Plug and Play؟
محمد: خلال عملي في «وصول» مررنا على كثير من مسرّعات الأعمال، وكنت أشعر أن بإمكاني تقديم تجربة أفضل؛ لأني عشت تحديات المؤسس من الداخل. عندما جاءت فرصة الانضمام إلى Plug and Play رأيتها فرصة لأرى المنظومة من زاوية مختلفة وأخدم عددًا أكبر من الشركات.

وسام: ما طبيعة عمل Plug and Play اليوم؟
محمد: نعمل بمنهجية الابتكار المفتوح. نأخذ تحديات الشركات الكبرى، ونبحث عن شركات ناشئة تملك حلولًا واقعية. نصنع تجارب تشغيل، ونبني شراكات، ونساعد الشركات على دخول السوق السعودي عبر برامج مثل Soft Landing.

وسام: ما معايير اختيار الشركات للبرامج؟
محمد: ننظر إلى قوة الفريق (هل هناك شريك تقني؟ شريك تجاري؟)، وحجم الفرصة في السوق، والتقدّم الفعلي: إيرادات، عقود، أو استخدام حقيقي للمنتج. الفكرة وحدها لا تكفي، نحتاج قدرة تنفيذ وسوقًا يستحق الجهد.

وسام: ما أبرز العلامات الحمراء؟
محمد: مؤسس يعمل وحده، غياب شريك تقني، حصص ضعيفة للمؤسسين بعد جولات كثيرة، أو اعتماد كامل على الدعم الخارجي دون منتج وسوق حقيقي.

وسام: ما أهم ما يجب أن يركز عليه رائد الأعمال؟
محمد: لا تبدأ وحدك. اختر شريكًا يبني وشريكًا يبيع. كوّن مجلسًا استشاريًا، واختر سوقًا كبيرًا، واستفد من المسرّعات والحاضنات بدل الاعتماد على نفسك فقط.

وسام: ما الفرق بين نظرة المستثمر ونظرة رائد الأعمال؟
محمد: المستثمر لا يرى الفكرة بل يرى الأرقام، النمو، فريق القيادة، ومسار الربحية. بينما المؤسس غالبًا يرى الشغف والحلم. التقاء النظرتين هو ما يصنع الصفقة.

وسام: ما أهم الدروس من تجاربك؟
محمد: الفشل معلم، والتعلق الزائد بالفكرة خطأ، وال Micromanagement يقتل النمو. والتوازن بين الشغف والعقل المالي ضرورة للاستمرار.

وسام: كيف تتعامل مع التعلم وتحديث المعرفة؟
محمد: أركز على التعلم المصغّر، وأتابع التقارير والدروس التي تؤثر مباشرة على قراراتي. المهم أن تتعلم ما يفيدك، لا ما يستهلك وقتك.

وسام: هل هناك مؤسسون تعتبرهم مصدر إلهام؟
محمد: نعم، أسماء محلية وعالمية، من ضمنهم رواد غيّروا مسار شركاتهم أكثر من مرة دون أن يفقدوا هدفهم.

وسام: كلمة أخيرة لرواد الأعمال؟
محمد: ابدأ… وتعلّم… واطلب الدعم. المنظومة اليوم مفتوحة، والفرص أكبر من أي وقت مضى.

نورهان فؤاد

حوار مع محمد الغامدي: من تأسيس الشركات إلى تمكين رواد الأعمال عبر Plug and Play

كاتبة محتوى متخصصة، تجمع بين السلاسة والأسلوب الصحفي، تساهم في صياغة مقالات ريادة الأعمال والشركات الناشئة بأسلوب جذّاب وسهل الفهم
زر الذهاب إلى الأعلى