- أعداد قياسية تحضر النسخة المحورية الـ 45 بمشاركة +6,800عارض و2,000شركة ناشئة ووفود تقنية من 180دولة
- وزراء ومستثمرون من الإمارات وأوروبا وآسيا يناقشون اقتصاد الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية وآفاق الاستثمار في الشركات الناشئة
- إعلانات كبرى عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي والسحابة المتصلة وأنظمة المؤسسات من الجيل التالي تبشّر بعصر الذكاء الاصطناعي المتكامل
افتتح جيتكس جلوبال 2025، أكبر حدث للتقنية والذكاء الاصطناعي في العالم، فعالياته اليوم بقاعات ممتلئة وعبر أضخم تجمع لقادة الحكومات العالمية والشركات التقنية والشركات الناشئة والمستثمرين والتنفيذيين في قطاع الأعمال، مُتوّجًا مسيرة 45 عامًا وذلك في مركز دبي التجاري العالمي.
وتنعقد الفعالية خلال 13-17 أكتوبر 2025، حيث تجمع أكثر من 6,800 عارض و2,000 شركة ناشئة و1,200 مستثمر ووفودًا من أكثر من 180 دولة.
ولا يقتصر التأثير على الحجم فحسب، بل يمتد عالميًا؛ إذ تعكس نسخة هذا العام التسارع في اندماج التكنولوجيا والاستراتيجية الاقتصادية والطموح الجيوسياسي — مُكرِّسةً دبي كقوة جامعة تتعاون عندها الحكومات وروّاد الصناعة والمبتكرون لمواجهة التحديات وفرص بناء اقتصادات ومجتمعات يقودها الذكاء.
تعاون وزاري عالمي حول الأثر الاقتصادي والسياسي للذكاء الاصطناعي
افتتح النقاشات المحورية على المنصة الرئيسية عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة في دولة الإمارات، متحدّثًا حول موضوع:
“السباق إلى ما بعد الابتكار: الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية وإعادة ضبط الاقتصاد العالمي”، مؤكّدًا أن الابتكار وتنويع الاقتصاد يظلان في صميم الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات”.
وقال عبدالله بن طوق المري:
“إن دولة الإمارات، بفضل الرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة، لا تكتفي اليوم بالمشاركة في السباق العالمي للابتكار، بل تعمل على رسم ملامحه وترسيخ دعائمه، من خلال بناء نموذج اقتصادي يقوم على المرونة والتوجه المستقبلي ،ويرتكز على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، الأمر الذي يعزز مكانة الدولة في طليعة المشهد الاقتصادي العالمي”.
وانتقالًا إلى الأثر العالمي للتقنيات العميقة، انضمّت إيكاترينازهارييفا، مفوضة الشركات الناشئة والبحث والابتكار في المفوضية الأوروبية، إلى الدكتورة نجوى عراج، الرئيس التنفيذي لـ معهد الابتكار التكنولوجي (الذراع البحثي التطبيقي لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في الإمارات)، لاستكشاف كيفية قدرة منظومات “التقنيات العميقة” على إحداث تغيير على مستوى الدول.
وقالت إيكاترينازهارييفا، مفوضة الشركات الناشئة والبحث والابتكار في المفوضية الأوروبية:
“يتشارك الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات رؤية لدفع الابتكار بما يعود بالنفع على مواطنينا. نحن متوافقون على أهمية الشركات الناشئة وشركات التوسّع لاقتصاداتنا. وتبدأ هذه الرحلة في جيتكس 2025”.
وجمعت جلسة “دورة الذكاء الفائقة”كلًا من عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في الإمارات؛ وإيفان سولومون، وزير الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي في كندا؛ وأمانديب غِل، مبعوث الأمم المتحدة للتقنيات الرقمية، لبحث كيفية تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى البنية التحتية الاقتصادية المُحدِّدة لهذا القرن.
قال إيفان سولومون، وزير الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي في حكومة كندا:
“يُعدّ جيتكس مثالًا محوريًا للغاية على إطلاق روّاد الأعمال بسرعات لم نشهدها من قبل — وعلينا أن نحافظ على قيمنا ونبني معًا، فمن الرائع لقاء الناس والشركات، وأن نرى شراكتنا العميقة مع دولة الإمارات تتعزّز فيما نتشارَك هذه الرسالة: تحويل الذكاء الاصطناعي من تقنية موثوقة إلى تقنية مُصمَّمة لخدمة الجميع”.
ومع بدء الاتحاد الأوروبي تنفيذ استراتيجية Apply AIالتي تبلغ قيمتها 1.1 مليار دولار أمريكي لتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، وإشراف الإمارات على 3.5 مليارات دولار من استثمارات الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجية أبوظبي الحكومية الرقمية 2025–2027، ناقش قادة حكوميون من المنطقتين ديناميكيات الاستقلالية الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي.
وشارك في النقاش كسينيا كلمبفر وزيرة التحول الرقمي في سلوفينيا، والدكتور رافاورو زينسكي نائب وزير الشؤون الرقمية في بولندا، وحمد عبيد المنصوري مدير عام ديجيتال دبي، إلى جانب ستيفان واكي، مدير EISMEAفي المجلس الأوروبي للابتكار (بلجيكا)، حيث تناولوا كيف أصبحت مصانع الذكاء الاصطناعي محورًا للاستراتيجيات الصناعية والوطنية.
وتحدّث أندرو فيلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة سيريبراس— شركة اليونيكورن التي أطلقت أكبر حاسوب خارق لتدريب الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع جي42— عن تحقيق شركته أسرع سرعات استدلال للذكاء الاصطناعي، بما قد يُعيد تعريف الحوسبة عالية الأداء.
وقال أندرو فيلدمان، الرئيس التنفيذي لشركة سيريبراس: “قمنا ببناء أكبر شريحة في تاريخ صناعة الحوسبة، بحجم طبق العشاء. ومن خلال التوسّع في حجم الشرائح، استطعنا الاحتفاظ بمزيد من المعلومات على الشريحة وتقليل نقلها. وهذا يعني استهلاكًا أقل للطاقة، وتسليم النتائج بسرعة أكبر”.
شركات عالمية تكشف مستقبل السحابة والاتصال والذكاء الاصطناعي
شهد الزوار على أرض المعرض موجة من التقنيات الاختراقية من كبريات الشركات العالمية. فقد قدّمت اتصالات e&عروضًا جذبت حشودًا كبيرة حول الاتصال من الجيل التالي والروبوتات الذكية. ومن أبرز المفاجآت سيارة مرسيدس-بنز VISION EQXXالنموذجية التي تعيد تعريف تنقل المستقبل بمدى قياسي يتجاوز 1,000 كم بشحنة كهربائية واحدة، إلى جانب أحدث طائرة eVTOL من XPENG.
كما عرضت أوراكل مفهومها الفريد للسحابة المُوزَّعة الذي يمكّن المؤسسات من تسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي، وجرّبت الزوار تجربة تفاعلية تُنشئ أفاتار فيديو واقعيًا قابلًا للتخصيص خلال ثوانٍ عبر Oracle Generative AI — إيذانًا بعصر جديد لأدوات المؤسسات فائقة التخصيص.
وفي جيتكس جلوبال أطلقت شركة بلاك بيري مجموعة مكتبية رائدة في مجال الأمن السيبراني، فيما كشفت أمازون ويب سيرفِسز (AWS)وHCL Softwareحلولًا متقدّمة لتحديث السحابة ونشر الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات.
كما تميّز اليوم بمستوى غير مسبوق من المشاركة الدولية، حيث انضمّت البرازيل كـ شريك الدولة بأكبر وفد لها على الإطلاق، إلى جانب أجنحة وطنية من كندا وإسبانيا وتركيا وتشيلي والإكوادور، وتمثيل أوسع من أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ودول بلاد الشام.
ماذا بعد — مجتمعات «مولودة بالذكاء الاصطناعي» تتصدّر المشهد
تتواصل في اليوم الثاني الإعلانات الكبرى والنقاشات الثريّة، حيث يُلقي سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ أوبن أي آي، كلمته الأولى في جيتكس جلوبال ضمن حوار افتراضي مع بنغشياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي42، لاستكشاف الأسس البنيوية لمجتمعات مولودة بالذكاء الاصطناعي.
وتستمر النقاشات على مستوى الدول بمشاركة قيادات عليا من جي42 وأوبن أي آي ومايكروسوفت وسيسكو وأوراكل وخزنة داتا سنترزوسيريبراس وتم (دائرة التمكين الحكومي – حكومة أبوظبي) وبريسايت وكور42وإنسيبشن وAIQوجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وستستمر الإحاطات رفيعة المستوى في السياسات العامة، وإطلاقات التكنولوجيا الكبرى، وفرص التواصل الأعمالي العابر للقطاعات داخل أروقة المعرض، بينما يرسّخ جيتكس غلوبال دوره كأكثر منصة تأثيرًا في العالم للتكنولوجيا والاستثمار والتعاون الدولي.
لقراءة المقالة باللغة الإنجليزية اضغط هنا English (الإنجليزية)