في هذا الحوار، تفتح وسام عبد القوي نقاشًا مع أروى شفي حول رحلتها في عالم ريادة الأعمال، ودورها اليوم في دعم وتمكين رواد الأعمال في المملكة العربية السعودية والمنطقة.
حديث يسلط الضوء على التحوّلات التي شهدها القطاع خلال العقد الأخير، وعلى المعايير التي تصنع الفرق بين فكرة عابرة وشركة قادرة على النمو والاستدامة.
وسام: من هي أروى شفي؟
أروى: أشغل منصب نائب رئيس المسرّعات والبرامج في «الكراج»، ومدير علاقات المستثمرين في شبكة «عِقال»، كما أنني عضو مؤسس في شبكة القياديات السعوديات التي تهدف إلى تمكين السيدات في المناصب القيادية وربطهن بفرص التطوير والتأثير.
وسام: كيف بدأت رحلتك مع ريادة الأعمال؟
أروى: كانت البداية عام 2013 وأنا طالبة جامعية، عندما رأيت إعلانًا عن أول مسرّعة أعمال. قدّمت فكرة بسيطة من دون فريق تقني، وخلال البرنامج تعلّمت لأول مرة ما تعنيه نماذج الأعمال والابتكار وكيف تُبنى الشركات من الصفر.
وسام: كيف تغيّر مشهد ريادة الأعمال في السعودية بين عامي 2013 و2025؟
أروى: تغيّر جذريًا. في البدايات كانت البرامج محدودة في الجامعات، بينما اليوم نرى منظومة متكاملة تضم المسرّعات، المستثمرين الملائكيين، والبرامج الحكومية التي تصنع بيئة حاضنة للابتكار والنمو.
وسام: لماذا اخترتِ دعم رواد الأعمال بدل تأسيس شركتك الخاصة؟
أروى: لأنني اكتشفت أنني أبدع أكثر في مرحلة التطوير لا التأسيس. أحب أن أكون قريبة من المؤسسين لأتعلّم من تجاربهم وأساعدهم على تجاوز ما واجهته في بداياتي.
وسام: ما أبرز أنواع البرامج التي تشرفين عليها في «الكراج»؟
أروى: برامج متعددة تبدأ من الجامعات لتشجيع الابتكار، مرورًا ببرامج الابتكار الداخلي داخل الشركات، وصولًا إلى المسرّعات وحاضنات الأعمال التي تقدم الإرشاد والربط بالمستثمرين.
وسام: ما معايير اختيار الشركات للانضمام إلى المسرّعة؟
أروى: نركّز على وجود فريق متكامل فيه عضو متفرغ، ومنتج أولي فعّال، وأرقام استخدام حقيقية حتى لو بسيطة. الفكرة وحدها لا تكفي؛ نبحث عن الالتزام والقدرة على التنفيذ.
وسام: ما العلامات التحذيرية التي تجعلكم ترفضون شركة ما؟
أروى: غياب روح المبادرة، أو الاعتماد الكامل على الدعم الخارجي، أو اعتقاد المؤسس أنه يعرف كل شيء. هذه عقلية لا تنجح في بيئة ريادية متغيرة.
وسام: كيف تصفين دور «الكراج» اليوم؟
أروى: نحن أكثر من مجرد برنامج، نحن مجتمع متكامل لرواد الأعمال. نوفّر شبكة علاقات قوية، ونربط الشركات بالمستثمرين والشركاء، ونقدّم دعمًا للشركات الأجنبية الراغبة في دخول السوق السعودي عبر برنامج “Soft Landing”.
وسام: ما أبرز القطاعات التي تشهد اهتمامًا متزايدًا؟
أروى: تتغير الاتجاهات مع أولويات الدولة. نرى تركيزًا متصاعدًا على التقنية المالية، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والثقافة والترفيه. التوجّه الحكومي هو المحرك الأوضح للفرص.
وسام: كيف تقيّمين حضور المرأة السعودية في مشهد ريادة الأعمال؟
أروى: المرأة السعودية كانت حاضرة منذ البداية في قطاعات التعليم والصحة والمالية، لكن الإعلام أصبح اليوم أكثر انفتاحًا على إبراز قصص نجاحها. كثير من السيدات فضّلن العمل بصمت، أما الآن فعدد كبير منهن يظهرن ويقدن ويؤثرن بوضوح.
وسام: ما النصيحة التي تقدمينها لرواد الأعمال؟
أروى: لا تجعلوا المستثمر أو الترند بوصلتكم. السوق والعميل هما الاتجاه الصحيح؛ منهما تنطلق القرارات وإليهما يعود النجاح.
وسام: وما نصيحتك للمرأة السعودية؟
أروى: تجاهلي الضجيج الخارجي. البيئة اليوم مهيأة، والدعم متاح، والمجتمعات الريادية مفتوحة أمامك. كل ما عليك هو أن تبادري وتبدئي.
وسام: كيف توفّقين بين حياتك العملية والشخصية؟
أروى: من خلال تفاهم وتوازن طويل المدى، لا يومي. بعض الأيام مزدحمة بالعمل، وأخرى مخصصة للعائلة. المهم جودة الوقت وليس كثرته.
وسام: من هي الشخصية التي ألهمتك خلال رحلتك؟
أروى: تأثرت بسيدات عديدات تميزن بالمرونة والإصرار. أكثر ما ألهمني من استطاعت تطوير منتجها وتغيير مساره مرارًا دون أن تفقد هدفها الأساسي.
وسام: هل تنصحين بكتاب أو بودكاست؟
أروى: أنصح بكتاب When the Body Says No، فهو يذكّر بأهمية العناية بالصحة النفسية والجسدية كي نستطيع الاستمرار في الإنجاز دون إنهاك.
وسام: كلمة ختامية لكل رائد ورائدة أعمال؟
أروى: ازرع فكرتك ولا تنتظر الوقت المثالي. النجاح ليس في البدء فقط، بل في الاستمرار والتعلّم والتطوير المستمر.
يمكنك مشاهدة المقابلة كاملة من هنا.