راي داليو: 5 محركات رئيسية كبرى تقود تحولاً في النظام العالمي
خلال جلسة ضمن القمة العالمية للحكومات 2025
مؤسس شركة “بريدج ووتر للاستثمار”:
- القوة المالية والاقتصادية والتوازن الداخلي بين النظام والفوضى وصراع القوى العظمى والكوارث الطبيعية والتطور التكنولوجي سوف تشكل ملامح المستقبل القريب
- زيادة الإيرادات الضريبية لا تعني فقط رفع الضرائب
- التحكم في أسعار الفائدة عامل أساسي لاستقرار الأسواق
- ثلاثة عوامل رئيسية يجب مراعاتها لتجنب الأزمات الاقتصادية
ناقش الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون مالك ومؤسس “شبكة تاكر كارلسون”، وراي داليو مؤسس شركة “بريدج ووتر للاستثمار”، الاتجاهات الكبرى التي تشكل ملامح المستقبل، مع تركيز خاص على التحديات المالية العالمية والدورات الاقتصادية التي تؤثر على الاستقرار العالمي، وذلك خلال جلسة ضمن القمة العالمية للحكومات 2025، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام في دبي واختتمت أعمالها اليوم.
وقال راي داليو إن الأحداث الاقتصادية والسياسية الكبرى تتبع دورات تاريخية متكررة، مشيراً إلى وجود خمس محركات رئيسية تشكل النظام العالمي، أولها القوة المالية والاقتصادية.
وتواجه الدول حاليا أزمة ديون غير مسبوقة، وثانيها التوازن الداخلي بين النظام والفوضى، إذ تتجه المجتمعات نحو انقسامات حادة قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية، أما المحرك الثالث فهو صراع القوى العظمى.
حيث تتصاعد التوترات بين الدول الكبرى، مثل التنافس الحالي بين الولايات المتحدة والصين، ويتمثل المحرك الرابع في الكوارث الطبيعية، بما في ذلك التغير المناخي، والأوبئة، والكوارث التي لطالما أثرت على استقرار الأنظمة السياسية، وأخيراً، يأتي التطور التكنولوجي كعنصر رئيسي يغير طبيعة الحياة والاقتصاد بشكل مستمر.
وأكد راي داليو أن هذه المحركات أو القوى، تعمل معاً ضمن دورات تاريخية، وأن العالم الآن يشهد نقطة تحول، مشيراً إلى أن “الدورة الحالية تمتد لنحو 80 عاماً، ونحن في مرحلتها الانتقالية”.
أزمة الدين العالمي
وتطرق راي داليو إلى حجم أزمة الديون العالمية، موضحاً أنها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وأشار إلى أن الدين يعمل كجهاز دوري في الاقتصاد، لكنه إذا زاد عن حده فإنه يعيق النمو.
وأوضح أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تدفع حاليا تريليون دولار سنويا كفوائد على الدين.
كما يتعين عليها إعادة تمويل أكثر من 9 تريليونات دولار خلال العام المقبل، ومع استمرار العجز المالي المرتفع، ستواجه البلاد تحديات كبيرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.
الحلول الممكنة
وعند سؤاله عن الحلول، أكد راي داليو أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية يجب مراعاتها لتجنب الأزمات الاقتصادية، مشيراً إلى ضرورة زيادة الإيرادات الضريبية ليس فقط عبر رفع الضرائب، بل من خلال تعزيز نمو الدخل القومي.
كما شدد على أهمية خفض الإنفاق الحكومي مع تحقيق توازن يحول دون حدوث اضطرابات اجتماعية، إلى جانب التحكم في أسعار الفائدة باعتبارها عاملاً أساسيا لاستقرار الأسواق.
وأوضح راي داليو أن خفض العجز إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي يعد أمراً ضرورياً لتجنب أزمة مالية كبرى، مستشهداً بتجارب تاريخية شهدت إجراءات ناجحة لتحقيق ذلك.
انعكاسات اجتماعية وسياسية
وتناول النقاش أيضاً التداعيات الاجتماعية لمثل هذه السياسات، حيث أشار داليو إلى أن أي خفض كبير في الميزانية يعيد تشكيل العقد الاجتماعي بين الحكومات والشعوب.
وقد يؤدي إلى اضطرابات سياسية، كما حدث في دول عديدة، وشدد على ضرورة تحقيق التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.
وفي ختام الحوار، أكد داليو أن القرارات التي سيتم اتخاذها في السنوات الثلاث المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الاقتصاد العالمي.
وشدد على أن صانعي القرار بحاجة إلى العمل بسرعة وفعالية لتجنب الوقوع في أزمة مالية عالمية.