ما لا يجب عليك فعله في مشروعك الناشىء

إذا كنت تنوي تأسيس مشروع، فهناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى إنهاء المشروع في مرحلة مبكرة، وأهم هذه العوامل هو عدم وجود شركاء حقيقيين يشاركونك نفس الجهد والرؤية. على سبيل المثال، إذا كان مشروعك متعلقًا بالتقنيات المالية البنكية وأنت بارع في كتابة الأكواد، فمن الضروري أن يكون أحد شركاء التأسيس لديه خلفية مصرفية ومستعد للتضحية بنفس الطريقة، إضافة إلى ضرورة تفرغكما للمشروع بالكامل.
كما يجب أن تدرك، عزيزي رائد الأعمال، أن المستثمرين يضعون أموالهم في الأفراد أولًا، ثم في الأفكار، لأن فريق العمل قادر على تحقيق المستحيل. لذلك، إذا أردت أن تبدأ مشروعك، عليك تجهيز نموذج أولي (MVP) والقيام بعمليات بيع أولية لإثبات جدوى المشروع للمستثمرين. من النادر جدًا أن تجد مستثمرًا يموّل فكرة فقط دون أي دليل على قابليتها للتنفيذ.
أمرٌ آخر في غاية الأهمية هو اختيار الشركاء المؤسسين المناسبين، حيث يشكّلون أساس نجاح المشروع، ثم اختيار المستثمرين بعناية. يعتقد البعض أن دور المستثمر يقتصر على ضخ الأموال، ولكنهم لا يدركون أن هناك مستثمرًا قد يعيق المشروع إذا لم يكن لديه فهم لريادة الأعمال، أو إذا كان يبحث عن أرباح سريعة كما في المشاريع التقليدية. لذا، يتطلب الأمر حكمة وصبرًا في اختيار المستثمر القادر على دعم النمو والتوسع بناءً على علاقاته ونفوذه في السوق.
ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها رواد الأعمال السعي إلى المثالية الزائدة، بحيث يرغبون في أن يكون كل شيء مثاليًا، فينفقون الأموال على الإعداد والتجهيز ولن يشعروا أبدًا أنهم مستعدون بما يكفي.
يجب أن يكون المنتج أو الخدمة مصممة لتلبية احتياجات السوق، وليس بناءً على ذوقك الخاص. قد يكون المنتج مثاليًا من وجهة نظرك، لكنه غير مطلوب بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج أو التشغيل. الثقة الزائدة أيضًا تُعتبر من أسباب الفشل، حيث تدفع رائد الأعمال إلى التهور واتخاذ قرارات غير واقعية قد تؤدي إلى انهيار المشروع.
أخيرًا، أنصح بإنفاق بعض المال على الاستشارات من الخبراء لتجنب الأخطاء. فالاستثمار في المعرفة وخبرات الآخرين يوفر عليك الكثير من العناء والمصاعب. من يستخفّ بالعلم والاستشارة قد يواجه تحديات كبيرة تُكلفه أكثر مما يتوقع.
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم.