بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) تكشف عن دراسة شاملة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي العام (AGI)
خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024
الرياض، المملكة العربية السعودية، 12 سبتمبر 2024: انطلقت في عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض، أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024، التي تحضرها مجموعة كبيرة من القيادات الدولية والخبراء والمبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي حول العالم. تهدف القمة إلى تعزيز النقاشات العميقة والشراكات البناءة التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطوره. كما كشفت شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، بصفتها شريك الرؤية المعرفية للقمة، خلال اليوم الافتتاحي، عن أحدث تقرير لها حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI).
الذكاء الاصطناعي العام(AGI) : الآفاق الجديدة في ثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على المستقبل
يستعرض أحدث تقرير نشرته شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي العام: استشراف آفاق الثورة القادمة في الذكاء الاصطناعي”، المفاهيم الرئيسية والإمكانات المستقبلية للذكاء الاصطناعي العام، مع توضيح الفروقات الجوهرية بينه وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية. يسلط التقرير الضوء على تطبيقات الذكاء الاصطناعي العام في مختلف القطاعات، ويستشرف التحديات التقنية والأخلاقية التي تواجه تطويره، بالإضافة إلى استعراض أُطر الحوكمة التي تضمن تنفيذه بطريقة مسؤولة وآمنة. كما يشدد التقرير على ضرورة التعاون بين كافة الأطراف المعنية لضمان تطور الذكاء الاصطناعي العام بطريقة آمنة ومنصفة، تضمن استفادة الجميع من مزاياه بشكل عادل.
من جانبه، كشف الدكتور لارس ليتيج، المدير المفوض والشريك، ورئيس مركز الحكومة الرقمية في شركة بوسطن كونسلتينج جروب بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، عن أبرز النتائج المستخلصة من التقرير خلال قمة الذكاء الاصطناعي العالمية. وفي تعليقه على أهمية هذه النتائج، قال ليتيج: إن “الذكاء الاصطناعي العام هو القفزة النوعية القادمة في الذكاء الاصطناعي، حيث يمتلك القدرة على إعادة رسم ملامح عالمنا بشكل جذري.” وبينما يشكل الذكاء الاصطناعي التوليدي نقطة البداية، فإن الذكاء الاصطناعي العام يمثل تقدماً كبيراً وقفزة نوعية، حيث سيصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الذكاء البشري أو حتى يتفوق عليه في العديد من المهام والقدرات المعرفية. ودعا ليتيج إلى ضرورة توجيه هذا التطور التكنولوجي من خلال وضع الأطر الأخلاقية اللازمة وهياكل الحوكمة السليمة لضمان الوصول إلى هذا المستقبل بطرق مسؤولة وآمنة. مؤكداً أن القرارات التي سوف تُتخذ اليوم تحمل في طياتها أهمية كبيرة في توجيه مسار الذكاء الاصطناعي العام (AGI) نحو مستقبل أفضل. كما أن السنوات القليلة القادمة ستكون بمثابة منعطف حاسم لوضع وتنفيذ خطط تنظيمية دقيقة للذكاء الاصطناعي، تسعى لتحقيق توازن دقيق بين تحفيز الابتكار وضمان تطوير آمن ومسؤول يخدم البشرية بشكل إيجابي.
يمثل الذكاء الاصطناعي العام (AGI) قفزة نوعية هائلة مقارنةً بالذكاء الاصطناعي المحدود (ANI) الذي نعرفه اليوم، والذي يتميز بمحدودية قدرته على تنفيذ مهام معينة دون تجاوزها. كما يسعى الذكاء الاصطناعي العام (AGI) إلى محاكاة القدرات الذهنية للبشر، ما يجعله قادراً على تعلم وتنفيذ أي مهمة فكرية أو معرفية يستطيع الإنسان إتمامها. أما الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)، فسيتخطى هذه الحدود ليتجاوز الذكاء البشري بمراحل. وفي الوقت الراهن، لا زلنا في مرحلة الذكاء الاصطناعي المحدود (ANI)، حيث يتم تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي للقيام بوظائف محددة. ومع ذلك، فإن الوصول إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام (AGI) يُعتبر تحدياً بالغ التعقيد ويشمل جوانب متعددة ومتداخلة. وبحسب تقرير شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، فإن المعوقات الأساسية تتجاوز الحاجة إلى الموارد الحاسوبية الهائلة المطلوبة، فهي ناتجة أيضاً عن فهمنا المحدود للإدراك والذكاء البشريين، وهي المجالات التي يسعى الذكاء الاصطناعي العام إلى محاكاتها علاوة على ذلك، تبرز قضايا السلامة والأخلاقيات، وخاصة ضرورة ضمان توافق أهداف الذكاء الاصطناعي العام مع القيم الإنسانية، كأحد أبرز التحديات التي تشغل الباحثين اليوم.
وفي مجال تطوير الذكاء الاصطناعي العام، تتصدر شركات مثل (OpenAI)، و(DeepMind)، والعديد من المؤسسات الأكاديمية المشهد، حيث تعمل على تطوير الشبكات العصبية وتعلم الآلة والهياكل المستوحاة من العقل البشري. كما تدرك هذه المؤسسات تماماً القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي العام وتحظى بدعم كبير من المستثمرين من القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء. إن التعاون والمنافسة بين هذه الكيانات يبرز أهمية الذكاء الاصطناعي العام ليس فقط في قطاع التكنولوجيا، بل عبر جميع القطاعات، مع تأثيرات واسعة النطاق تمتد من الرعاية الصحية إلى الاقتصاد العالمي.
8 مجالات رئيسية ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي
تمحور برنامج القمة العالمية للذكاء الاصطناعي حول 8 مجالات أساسية، تسلط الضوء على أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها الواسعة على الصناعات حول العالم. وتشمل هذه المجالات أولا “أمة الذكاء الاصطناعي“، AI Nation، الذي يتناول دور الحكومات في مجال الذكاء الاصطناعي، والمجال الثاني هو “أزمنة التوليد“، Generative Times، الذي يستكشف مسار الذكاء الاصطناعي للوصول إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، ويدرس المجال الثالث، “الإنسان.. هل لازال مهماً” Human – Is That Still a Thing؟، مدى التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، فيما يحقق المجال الرابع، “الأخلاقيات الفعالة“، Ethics that Work، في منظومة حوكمة الذكاء الاصطناعي، ويعمل المجال الخامس، “قادة الأعمال، استعدوا“، Business Leaders, On Your Marks، على توجيه استراتيجية الذكاء الاصطناعي، ويقيم المجال السادس، “أهمية السيليكون“، Silicon Matters، البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي، بينما يستكشف المجال السابع، “ربط البيانات بالتطبيقات“، Data-Application Nexus، الاستخدامات العملية للذكاء الاصطناعي، وأخيراً يدرس المجال الثامن، “الذكاء الاصطناعي في المدن“، AI in the City، مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على الحياة الحضرية. وتشكل هذه المجالات مجتمعة المحادثات الأهم والقوى التحويلية التي تقود تطوير الذكاء الاصطناعي اليوم، مما يثير النقاشات حول قضايا تتنوع بين الحوكمة والأخلاقيات بالإضافة إلى الاستخدامات العملية للذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع.
من جانبه، يسلط الدكتور أكرم عوض، الشريك في شركة بوسطن كونسلتينغ جروب، الضوء على أهمية هذه المجالات المحورية قائلاً: “علينا أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس سحراً، بل يقوم على الرياضيات والعلوم، وهو على وشك التأثير في كل جانب من جوانب حياتنا. هذه النقاط الأساسية تؤكد الحاجة الملحة للمشاركة الفعالة عبر القطاعات. ولا يمكننا أن نظل مكتوفي الأيدي خلال هذه الثورة الرقمية؛ بل يجب علينا التدخل لتوجيه مسارها بمسؤولية.” وأضاف عوض قائلا: “وكما نسلط الضوء في تقريرنا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، نؤكد على أهمية مراقبة التطورات التقنية الماثلة لضمان تطويرها بشكل مسؤول. وفي الوقت ذاته، من الضروري الاعتراف بالقوة الفورية للتقنيات الحالية في التصدي للتحديات الأكثر إلحاحاً على مستوى العالم. ولضمان استفادة المجتمع بالكامل من مميزات الذكاء الاصطناعي، ينبغي تحقق التوازن بين الابتكار المستقبلي والتطبيقات الحالية.
وتواصل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024 دورها كمنصة محورية لتعزيز الحوار حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. ومن خلال جمع وجهات نظر متنوعة من الصناعة والأوساط الأكاديمية والحكومة، تهدف القمة إلى تعزيز التعاون ودفع عجلة تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول. ومع استمرار النقاشات وطرح رؤى جديدة، تسلط القمة الضوء على الدور الحاسم للجهود المشتركة في صياغة مستقبل تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة مصلحة المجتمع بأسره.