كيف يساهم الذكاء الاجتماعي في تجاوز التحديات في عالم ريادة الأعمال؟
لا شكَّ أن الذكاء الاجتماعي مهم جداً سواء في الحياة العملية أو الاجتماعية، حيث يساعد على بناء العلاقات وتعزيزها، ومن الممكن ترجمة هذه العلاقات، عندما تتعزز، إلى فرص. ولا يقل الأمر أهمية بالنسبة لرواد الأعمال، الذين قد يحتاجون بشدة إلى الذكاء الاجتماعي لتوسيع شبكاتهم الاجتماعية وتقوية علاقاتهم مع الموظفين.
من أهم الأمور التي تتطلب الذكاء الاجتماعي في المشاريع الريادية هو التعامل مع الموظفين. في الواقع، لا يقتصر ذلك على المشاريع الريادية فقط، ولكن بسبب ضعف الموارد عند رواد الأعمال، يمكن أن يؤدي الذكاء الاجتماعي إلى خلق ولاء كبير من قبل الموظفين وتحفيزهم على البقاء لفترات طويلة رغم عدم القدرة على دفع رواتب تنافسية مثل باقي الشركات. فهم احتياجات الموظفين والتعامل معهم بطرق تعزز البيئة العملية وتعزز العلاقات الاجتماعية، ليس فقط كتعامل ميكانيكي لتنفيذ المهام. ويشمل ذلك أيضاً التقدير المستمر للأدوار والإنجازات التي يحققها الموظفون، وهو ما يترك أثراً إيجابياً يعزز من الإنتاجية ويحفزهم على المثابرة في مكان العمل بدلاً من البحث عن فرص أخرى.
الذكاء الاجتماعي مهم أيضاً في التعامل مع الشركاء، حيث يساعد على فهم الآخرين وبناء التواصل على أساس الاحترام، وذلك من أجل تحقيق أهداف الشركة حتى أثناء الخلافات واختلاف وجهات النظر. الدبلوماسية والمجاملات هي سمات للذكاء الاجتماعي، ولكن يجب استخدامها بحذر لتجنب الآثار السلبية على المشاريع.
هناك العديد من المواقف التي تبرز أهمية الذكاء الاجتماعي في ريادة الأعمال، كما في التفاوض مع العملاء، الموردين، أو إقامة شراكات استراتيجية. يساعد الذكاء الاجتماعي على تخطي التحديات المختلفة من خلال التواصل الفعال وفهم الآخرين والتعامل بشكل متناسب مع اختلافاتهم. كما أنه مهم في الحياة المهنية والاجتماعية، حيث يساعد على تحقيق النجاحات وبناء علاقات قوية ومستدامة. لذا، يجب أن نحرص على تنمية الذكاء الاجتماعي في كافة تعاملاتنا، دون أن يتعارض ذلك مع الحزم والقوة الشخصية في الإدارة، بل يتماشى معها من خلال اتخاذ القرارات وتوصيلها بشكل احترافي ومحترم.
