التخارج من الشركات الناشئة: 4 أنواع أساسية يجب على رواد الأعمال معرفتها

التخارج من الشركات الناشئة يُعد محطة حاسمة في رحلة كل رائد أعمال. تخيل أنك بدأت شركتك الناشئة بحماس وإبداع، تستثمر كل جهدك ووقتك لتحقيق النجاح. تمر السنوات، وتحقق الشركة نمواً ملحوظاً، ولكن يأتي وقت تفكر فيه في الخطوة التالية: التخارج. ما هو التخارج؟ ولماذا هو مهم؟ وكيف يمكن أن يؤثر على مستقبل شركتك؟

تعريف التخارج من الشركات الناشئة

التخارج من الشركات الناشئة يُعد محطة حاسمة في رحلة كل رائد أعمال. ببساطة، التخارج هو العملية التي يقوم فيها المؤسسون أو المستثمرون ببيع أو تحويل حصصهم في الشركة، بهدف تحقيق الأرباح وإعادة استثمارها في مشاريع جديدة أو ببساطة للاستمتاع بثمار جهودهم. هناك عدة طرق لتحقيق التخارج، منها الاكتتاب العام الأولي  أو البيع المباشر،  حتى الاندماج والاستحواذ.

أهمية التخارج في دورة حياة الشركات الناشئة

التخارج ليس مجرد نهاية لقصة الشركة، بل هو بداية لفصل جديد من الفرص والابتكار. إنه يتيح للمؤسسين والمستثمرين فرصة لتحقيق العوائد المالية على استثماراتهم، مما يعزز الثقة في نموذج الأعمال الخاص بهم ويفتح الأبواب لمشاريع جديدة. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون التخارج وسيلة لجذب شركاء استراتيجيين جدد، أو تمكين الشركة من الوصول إلى موارد إضافية تساهم في نموها وتوسعها.

في هذا المقال، سنستعرض أنواع التخارج المختلفة، مراحل التخارج، العوامل التي تساهم في نجاحه، والتحديات التي قد تواجه رواد الأعمال خلال هذه العملية. 

أنواع التخارج من الشركات الناشئة

1- التخارج من خلال الاكتتاب العام الأولي (IPO)

تعريف لاكتتاب العام الأولي

التخارج من خلال الاكتتاب العام الأولي (IPO) يُعد أحد أكثر الطرق شهرة للتخارج من الشركات الناشئة. الاكتتاب العام الأولي هو العملية التي يتم فيها طرح أسهم الشركة للعامة لأول مرة في البورصة، مما يسمح للمستثمرين بشراء الأسهم. هذا النوع من التخارج يُمكن الشركة من جمع رأس مال كبير يساعدها في التوسع والنمو.

عندما تختار الشركة التخارج من خلال الاكتتاب العام الأولي، فإنها تخضع لعدة مراحل تشمل تقييم الشركة، إعداد المستندات القانونية، والترويج للأسهم بين المستثمرين. يعتبر الاكتتاب العام الأولي (IPO) خياراً جذاباً للعديد من الشركات الناشئة لأنه يوفر فرصة للحصول على تقييم عالٍ وزيادة الشهرة والاعتراف في السوق.

مع ذلك، فإن عملية الاكتتاب العام الأولي ليست خالية من التحديات. يتطلب الاكتتاب العام الأولي مستوى عالٍ من الشفافية والالتزام بالقوانين واللوائح المالية، وهو ما قد يكون عبئاً على الشركة الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركة أن تكون مستعدة لتحمل تقلبات السوق والمنافسة الشديدة بعد دخولها البورصة.

من خلال الاكتتاب العام الأولي، يمكن للشركة الناشئة تحقيق التخارج بنجاح، مما يوفر للمؤسسين والمستثمرين عوائد مالية كبيرة ويساعد في تمويل مشاريعهم المستقبلية.

2- التخارج من خلال الاستحواذ

تعريف الاستحواذ

الاستحواذ هو عملية شراء شركة لشركة أخرى أو لحصة كبيرة فيها، مما يتيح للمشتري السيطرة على العمليات الإدارية والمالية للشركة المستحوذ عليها. يتم الاستحواذ عادةً من قبل شركات أكبر ترغب في توسيع نطاق أعمالها أو زيادة حصتها السوقية أو الاستفادة من التكنولوجيا والموارد البشرية للشركة المستحوذ عليها.

أنواع الاستحواذ: استحواذ استراتيجي واستحواذ مالي

الاستحواذ الاستراتيجي:

يتم الاستحواذ الاستراتيجي عندما تكون الشركة المستحوذة تبحث عن تعزيز موقعها في السوق أو توسيع نطاق خدماتها أو منتجاتها. في هذا النوع من الاستحواذ، يكون الهدف هو الاستفادة من التكامل بين الشركتين لتحقيق أهداف طويلة الأجل. على سبيل المثال، قد تستحوذ شركة تقنية كبرى على شركة ناشئة تمتلك تكنولوجيا متقدمة لتعزيز منتجاتها وخدماتها.

الاستحواذ المالي:

يتم الاستحواذ المالي من قبل مستثمرين ماليين أو شركات استثمار تهدف إلى تحقيق أرباح من خلال شراء الشركات وإعادة بيعها أو دمجها في وقت لاحق. هؤلاء المستثمرون لا يهتمون بالضرورة بتكامل العمليات، بقدر ما يهتمون بتحقيق العائد على الاستثمار. يتم هذا النوع من الاستحواذ عادةً من قبل صناديق الاستثمار الخاصة أو الشركات المالية.

مزايا وعيوب الاستحواذ

مزايا الاستحواذ:

•  يتيح الاستحواذ للشركات الناشئة تحقيق نمو سريع من خلال الوصول إلى موارد مالية وبشرية إضافية.
•  يمكن أن يساعد الاستحواذ الشركات على دخول أسواق جديدة بسرعة من خلال الاستفادة من البنية التحتية والشبكات القائمة.
•  يساعد الاستحواذ الاستراتيجي الشركات على تحقيق التكامل بين منتجاتها وخدماتها، مما يعزز من قدرتها التنافسية.
•  يتيح الاستحواذ للمستثمرين تحقيق عوائد مالية فورية من خلال بيع حصصهم في الشركة.

عيوب الاستحواذ:

• يمكن أن يواجه الاستحواذ صعوبات في دمج ثقافات العمل المختلفة والأنظمة التنظيمية بين الشركتين.
• قد يتحمل المشتري ديوناً أو التزامات مالية كبيرة نتيجة للاستحواذ، مما يؤثر على الوضع المالي للشركة.
• يمكن أن يؤدي الاستحواذ إلى عدم الاستقرار بين الموظفين، مما يؤثر على معنوياتهم وأدائهم.

3- التخارج من خلال البيع المباشر

تعريف البيع المباشر

البيع المباشر هو عملية بيع الشركة أو جزء منها مباشرة إلى مشترٍ واحد أو مجموعة من المشترين بدون المرور عبر الأسواق العامة أو إجراء عملية استحواذ معقدة. يتم هذا النوع من التخارج غالباً بين الأطراف التي قد تكون لديها علاقات سابقة أو مصلحة مشتركة في الصفقة. البيع المباشر يُعتبر طريقة سريعة وبسيطة نسبياً لتصفية الاستثمار وتحقيق العوائد المالية.

أمثلة على البيع المباشر

• بيع الشركة لمستثمر خاص: قد يقوم مؤسسو الشركة الناشئة ببيع الشركة بالكامل لمستثمر فردي أو مجموعة من المستثمرين الذين يرغبون في الاستحواذ على المشروع وإدارته.
• بيع حصص الشركاء: قد يختار أحد الشركاء بيع حصته في الشركة لشريك آخر أو لمستثمر خارجي.
• بيع الأصول: في بعض الأحيان، قد تختار الشركة بيع أصول محددة مثل التكنولوجيا أو الملكية الفكرية أو المعدات لمشتري يهتم بتلك الأصول بشكل خاص.   

مزايا وعيوب البيع المباشر

مزايا البيع المباشر:

• البيع المباشر يتيح مرونة أكبر في التفاوض على الشروط والأحكام، مما يمكن أن يحقق مصلحة أكبر للطرفين.
• يوفر البيع المباشر عوائد مالية سريعة للمؤسسين والمستثمرين، مما يتيح لهم الاستفادة من الأرباح في وقت قصير.

عيوب البيع المباشر:

• قد يكون من الصعب تحديد القيمة العادلة للشركة أو الأصول المباعة، مما قد يؤدي إلى تقييم غير دقيق.
• بالرغم من تبسيط العملية، إلا أن هناك تحديات قانونية وتنظيمية يجب التعامل معها لضمان سلامة الصفقة.
• إذا تم البيع بسبب مشكلات داخلية أو مالية، فقد يؤثر ذلك على سمعة الشركة ومؤسسيها في المستقبل.

البيع المباشر يُعد خياراً جذاباً للعديد من الشركات الناشئة التي تسعى لتحقيق التخارج بسرعة وفعالية. ومع ذلك، من الضروري النظر في جميع الجوانب المرتبطة بهذه الطريقة لضمان اتخاذ القرار الأنسب للشركة والمستثمرين.

4- التخارج من خلال الشراكات والتحالفات

تعريف الشراكات والتحالفات

الشراكات والتحالفات هي عملية يقوم من خلالها رواد الأعمال بإنشاء اتفاقيات تعاونية مع شركات أخرى أو مستثمرين بهدف تعزيز الأعمال التجارية أو تحقيق التخارج بشكل مباشر أو غير مباشر. يمكن أن تشمل هذه الشراكات نقل جزء من الملكية أو السيطرة على الشركة إلى الشريك الجديد، مع الحفاظ على بعض النفوذ أو الحصص المالية.

مزايا وعيوب الشراكات

مزايا الشراكات:

•  تتيح الشراكات للشركات الناشئة الوصول إلى موارد جديدة وأسواق جديدة من خلال التعاون مع شركاء لديهم نفوذ وشبكات توزيع واسعة.
• تساعد الشراكات في تقاسم المخاطر المالية والإدارية بين الأطراف المتشاركة، مما يقلل العبء على الشركة الناشئة.
• يمكن أن تؤدي الشراكات إلى تعزيز الابتكار من خلال التعاون المشترك وتبادل الأفكار والتكنولوجيا بين الشركاء.
• التحالف مع شركاء أقوياء يمكن أن يعزز قدرة الشركة الناشئة على المنافسة في السوق وزيادة حصتها السوقية.

عيوب الشراكات:

• قد يحدث تعارض في الأهداف بين الشركاء المختلفين، مما يؤدي إلى صراعات وإحباطات في تحقيق الأهداف المشتركة.
• يتطلب الشراكة تقاسم الأرباح مع الشركاء، مما قد يقلل من العوائد المالية للمؤسسين الأصليين.
• قد يؤدي إدخال شركاء جدد إلى فقدان بعض السيطرة على القرارات الاستراتيجية والإدارية للشركة.

الشراكات والتحالفات تُعتبر أداة قوية للتخارج من الشركات الناشئة عندما تُستخدم بحكمة وتحت شروط مناسبة. من خلال التعاون الاستراتيجي مع شركاء موثوقين، يمكن للشركات الناشئة تحقيق النمو والتوسع وضمان استدامة النجاح على المدى الطويل.

 مراحل التخارج من الشركات الناشئة

التحضير للتخارج

التخارج من الشركات الناشئة يبدأ بالتحضير الجيد لضمان نجاح العملية. أول خطوة في التحضير هي تقييم الشركة بدقة، حيث يتم تحديد القيمة السوقية للشركة بناءً على أصولها وأرباحها المستقبلية. هذا التقييم يمكن أن يكون معقداً ويتطلب استشارة مختصين ماليين.

بالإضافة إلى ذلك، يجب إعداد المستندات القانونية والمالية بشكل دقيق. هذا يشمل إعداد تقارير مالية موثوقة، والتأكد من أن جميع السجلات القانونية في حالة جيدة، وكذلك تجهيز العقود والاتفاقيات اللازمة للتخارج. التحضير الجيد يسهل العملية ويزيد من فرصة الحصول على سعر مناسب للشركة.

عملية التخارج

بمجرد الانتهاء من التحضيرات، تبدأ عملية التخارج نفسها. في هذه المرحلة، يتم التفاوض مع المشترين المحتملين. التفاوض هو عنصر حاسم لضمان الحصول على أفضل صفقة ممكنة. خلال هذه المرحلة، يتم مناقشة جميع الجوانب المالية والقانونية للعقد، والتأكد من أن جميع الأطراف متفقة على الشروط.

بعد التفاوض، تأتي مرحلة توقيع العقود والاتفاقيات. توقيع العقود يتطلب مراجعة دقيقة من المحامين والمستشارين الماليين لضمان أن جميع البنود مفهومة ومتفق عليها. هذه الخطوة تأكد من أن العملية تسير بسلاسة وأن جميع الأطراف ملتزمة بالشروط المتفق عليها.

بعد التخارج

بعد إتمام الصفقة، يأتي دور دمج الأعمال بعد الصفقة. دمج الأعمال بعد الصفقة يتطلب تنسيقاً جيداً بين الشركة البائعة والمشتري لضمان استمرارية العمليات وعدم تأثر الأعمال اليومية.

كما يجب توزيع العائدات بشكل عادل بين المؤسسين والمستثمرين وفقاً للاتفاقيات المسبقة. التخطيط الجيد لهذه المرحلة يضمن تحقيق أقصى استفادة من عملية التخارج ويساعد في تحقيق الأهداف المالية والاستراتيجية للطرفين.

عوامل نجاح التخارج من الشركات الناشئة

1-  تقييم الشركة بدقة

التخارج من الشركات الناشئة يعتمد بشكل كبير على التقييم الصحيح والدقيق للشركة. التقييم السليم يساعد على تحديد القيمة الحقيقية للشركة، مما يعزز فرص الحصول على سعر عادل ومنصف عند البيع. التقييم الدقيق يعزز ثقة المشترين المحتملين ويسهل عملية التفاوض.

2– طرق التقييم المختلفة

هناك عدة طرق لتقييم الشركات الناشئة، منها:

1. طريقة التدفقات النقدية المخصومة (DCF): تعتمد على تقدير التدفقات النقدية المستقبلية للشركة وتخفيضها إلى قيمتها الحالية.
2. طريقة المقارنة بالسوق: تعتمد على مقارنة الشركة بشركات مشابهة تم بيعها في السوق مؤخراً.
3. طريقة القيمة الدفترية: تعتمد على تقييم أصول الشركة وخصم التزاماتها.
4. طريقة الإيرادات المتعددة: تعتمد على ضرب إيرادات الشركة بمضاعف معين يتم تحديده بناءً على الصناعة والسوق.

أهمية التخارج كجزء من رحلة ريادة الأعمال

التخارج من الشركات الناشئة يُعتبر خطوة حاسمة ومهمة في رحلة ريادة الأعمال. إنه ليس فقط نهاية فصل بل هو بداية جديدة تفتح الأبواب أمام فرص ومشاريع جديدة. التخارج يمكن أن يوفر الموارد المالية اللازمة لدعم أفكار جديدة أو الاستثمار في مجالات أخرى، ويعزز من خبرة المؤسسين والمستثمرين. كما يمكن أن يكون وسيلة لتحقيق العوائد المالية المستحقة على الجهد والوقت المستثمرين في بناء الشركة.

إقرأ أيضا: برنامج BAM Egypt: تمكين مسرّعات الأعمال في مصر بالتعاون مع إيتيدا و500 جلوبال