تحقيق زيادة قدرها 2 مليار جنيه في مبيعات الشركات الناشئة بفضل مبادرة رواد النيل خلال خمس سنوات
منذ إطلاقها في عام 2019، نجحت مبادرة رواد النيل، وهي واحدة من المبادرات الرائدة للبنك المركزي المصري وتنفذ بالتعاون مع جامعة النيل الأهلية بدعم من النبوك ومجموعة من الشركاء المحليين والدوليين، في تحقيق زيادة ملحوظة في مبيعات الشركات التي استفادت من برامجها المتنوعة للاحتضان وتعزيز الصادرات بقيمة تقرب من اثنين مليار جنيه مصري.
في تقريرها الذي أصدرته بمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيسها، أشارت المبادرة إلى أن أكثر من 1500 شركة قد استفادت من خدماتها، شملت نحو 900 شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في إطار برامج دعم التصدير وسلاسل القيمة، بالإضافة إلى حوالي 300 شركة ناشئة وفرق عمل في المرحلة التمهيدية للاحتضان، و260 شركة تلقت دعماً في مجال التحول الرقمي، إلى جانب حوالي 100 شركة ناشئة وصغيرة ومتوسطة ضمن برنامج الابتكار.
تساهم برامج رواد النيل أيضًا في خلق أكثر من 2300 وظيفة في الشركات المستفيدة ودعمت فوق الـ 180 امرأة رائدة في الأعمال كشريكات مؤسسات، بالإضافة إلى تدريب وربط أكثر من 1100 شركة بالمستثمرين وخبراء الصناعة. واستفاد قرابة 17 ألف رائد ورائدة أعمال، ثلثهم من النساء، من الخدمات المتنوعة التي قدمتها المبادرة، بما في ذلك أكثر من 15 ألف ساعة تدريب في مجالات مختلفة مثل ريادة الأعمال، والابتكار، وتطوير الأعمال، والبرمجة، والتسويق، والعلامات التجارية، والإدارة المالية والقانونية، وكذلك في مجالات متقدمة مثل الأنظمة المدمجة، وعلم البيانات، وتحليل البيانات، وإنترنت الأشياء.
أكدت الدكتورة هبة لبيب، المدير التنفيذي للمبادرة، على أهمية دور برامج المبادرة في تعزيز الحلول الإبداعية في القطاعات القومية الاستراتيجية مثل تكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والصناعات الإبداعية، مما يسهم في التنمية المستدامة عبر مصر. ولفتت إلى الأثر البالغ الذي أحدثته المبادرة في الاستدامة البيئية من خلال دعم مشروعات تركز على تقليل الانبعاثات الغازية والنفايات وتلوث الماء والهواء والتربة.
لبيب أشارت أيضًا إلى العمل المتواصل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة لتطوير صناعات متنوعة في مصر في قطاعات مثل الصناعة، الزراعة، الكيمياء، الأثاث، التشييد والبناء، والصناعات الهندسية، مما يساهم في تحقيق نمو مستدام في قطاعات أخرى كصناعة الألبان، المنسوجات، والبلاستيك القابل للتحلل عبر مركز تنمية سلاسل القيمة.
منذ بدايتها وحتى نهاية 2023، قدمت مبادرة رواد النيل دعمًا متواصلًا لريادة الأعمال والابتكار في مصر من خلال تقديم باقات خدمية متكاملة تضمنت 6 برامج متنوعة و5 حاضنات أعمال متخصصة، بما في ذلك برنامج ما قبل الاحتضان، الذي يهدف إلى مساعدة أصحاب الأفكار والمشروعات الناشئة على تأسيس وتوسيع مشروعاتهم ومواجهة التحديات السوقية.
وأكدت لبيب على الدور المهم الذي لعبته البنوك المشاركة في البرامج المختلفة للمبادرة في تعزيز روح الريادة ودعم الاحتضان والابتكار وتطوير الأعمال. ونوهت إلى برنامج مراكز خدمات تطوير الأعمال (BDS) الذي شمل 17 بنكًا وعدة جهات حكومية وتعليمية، وقدم تغطية شاملة لمعظم محافظات مصر لتقديم الدعم الفني والاستشاري والحلول غير المالية للشركات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب المشروعات الجديدة.
وأشادت بالنجاحات البارزة التي حققتها الشركات المستفيدة من برامج المبادرة، والتي تضمنت زيادة في المبيعات تجاوزت ملياري جنيه، ونجاح أكثر من 100 شركة ناشئة في طرح منتجاتها بالأسواق بدعم من المبادرة، وجذب تمويلات تقارب 200 مليون جنيه من مستثمرين محليين وأجانب.
لبيب تحدثت أيضًا عن إطلاق منصة «أجروجيت مصر» بالتعاون مع جامعة الفيوم وأكاديمية البحث العلمي وشبكة من خبراء الزراعة، حيث استفاد منها أكثر من 4500 مستفيد وزارها أكثر من 120 ألف زائر، وقد حازت على جائزة الأمم المتحدة-الإسكوا لأفضل محتوى رقمي عربي يخدم أهداف التنمية المستدامة لعام 2022/2023.
وفي سياق دعم المنتج المحلي، أطلق مركز الابتكار التابع لمبادرة رواد النيل عدة برامج لتعزيز وتعميق التصنيع المحلي بغرض تطوير وإنتاج بدائل محلية للمكونات والمنتجات، مما يساعد على مواجهة تحديات الاستيراد ويعزز من القدرة التنافسية للمنتج المصري. من بين هذه البرامج، برنامج بيت التصميم بدعم من بنك مصر، ومركز تصنيع الاسطمبات برعاية بنك التنمية الصناعية، وبرنامج المصنع المصغر الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة التخطيط وبنك التنمية الصناعية، حيث تم تنفيذ أكثر من 190 مشروعًا من خلال هذه البرامج.
الشركات التي تخرجت من برامج المبادرة لم تتوقف عند تحقيق نجاحات محلية فحسب، بل تمكنت أيضًا من الظهور على المستوى الدولي من خلال المشاركة في معارض ومؤتمرات دولية كبرى، مما سهّل عليها التواصل مع مستثمرين من مختلف أنحاء العالم. من بين هذه الفعاليات جيتكس السعودية ودبي والقاهرة، بالإضافة إلى سيملس مصر والسعودية، ومعارض محلية للحرف اليدوية مثل معرض تراثنا، إلى جانب المشاركة في المهرجان السنوي للصناعات الإبداعية وملتقى Xmatch في 2023، الذي جمع كبريات الشركات في مجال الاستثمار بمشاركة البنك المركزي المصري والبنوك الراعية وعدد من المستثمرين.
من خلال هذه الجهود المتواصلة، تؤكد مبادرة رواد النيل على التزامها بتعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال في مصر، موفرةً بذلك منصة قوية للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة للنمو والتوسع، ليس فقط على المستوى المحلي بل وعلى الصعيد الدولي أيضًا، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المصري وخلق فرص عمل جديدة تسهم في الحد من البطالة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.
إنجازات مبادرة رواد النيل والأثر الإيجابي الذي أحدثته في المجتمع الريادي والاقتصادي المصري تشكل شهادة على أهمية الدعم المتكامل والمستدام للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة. من خلال توفير التدريب، والاستشارات، والدعم المالي، والتشبيك مع المستثمرين، وفرص الظهور في الفعاليات الدولية، تعمل المبادرة على إعداد رواد أعمال قادرين على مواجهة التحديات واغتنام الفرص في السوق المحلي والعالمي.
المساهمة الفاعلة من البنوك والجهات الشريكة في المبادرة تعكس الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الشراكات بين القطاع العام والخاص في دعم الابتكار وريادة الأعمال. هذا التعاون يعزز من فعالية البرامج المقدمة ويوسع نطاق الدعم ليشمل عددًا أكبر من رواد الأعمال والشركات الناشئة.
في ظل السياق العالمي الحالي، حيث تتسارع وتيرة التغيرات التكنولوجية وتزداد المنافسة الاقتصادية، تبرز أهمية مثل هذه المبادرات في تحفيز الابتكار ودعم التحول الرقمي للشركات، مما يمكنها من التكيف مع التغيرات والاستفادة من الفرص الجديدة. إن الدور الذي تلعبه مبادرة رواد النيل في تعزيز القدرات التنافسية للشركات المصرية يسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر كمركز للابتكار وريادة الأعمال في المنطقة.
من خلال الاستمرار في تطوير وتنفيذ برامج تدعم الابتكار وتوفر البيئة الملائمة لنمو الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، تعد مبادرة رواد النيل نموذجًا يحتذى به في تمكين رواد الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي، وذلك بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
