من مقاطع الفيديو إلى قاعات السينما: رحلة تلفاز١١ في تحويل الساحة السينمائية السعودية
في أروقة المولات النابضة بالحياة في السعودية، كان هناك شعور متنامي بالترقب والحماس. قبل أن تصدر القرارات الرسمية برفع حظر السينما الذي استمر لثلاثين عامًا، ترددت الشائعات بين الناس. حسبما يتذكر علاء فدان، الاسم الذي أصبح الآن رمزًا للسينما السعودية، كان هناك تكهنات بأن بعض المولات قد أعدت قاعات سينما خلف الستائر، في انتظار اللحظة المناسبة للكشف عنها.
لكن، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تقف على عتبة عصر جديد للسينما، كان هناك جهة لم تكتف بالانتظار فقط. تلفاز١١، استوديو المحتوى الطموح الذي شارك في تأسيسه علاء فدان، إبراهيم الخير الله، وعلي كلثمي، كانوا يستعدون بنشاط لهذه التغييرات المرتقبة. بدأ الثلاثي رحلتهم بإنتاج مقاطع فيديو عبر الإنترنت، وقد استعدوا استراتيجيًا لأن تصبح شركتهم في مقدمة إنتاج الأفلام السينمائية بمجرد رفع الحظر. كما أكد فدان أن كل خطوة قاموا بها كانت تهدف إلى التحضير لإنتاج الأفلام السينمائية.
وقد شهدت السينما في السعودية نموًا هائلاً، حيث أصبحت واحدة من أسرع الأسواق نموًا عالميًا. وكانت تلفاز١١ لاعبًا رئيسيًا في هذا النمو. لقد أثار فيلمهم “سطار” الدهشة، حيث لم يتجاوز فقط الأفلام الكبيرة مثل “أفاتار: طريق المياه”، ولكنه حطم الأرقام القياسية في المشهد المحلي. وبالمقارنة المباشرة، حقق “سطار” 903,000 مشاهدة، متفوقًا بشكل كبير على “باربي” التي حققت 343,000 مشاهدة و”أوبنهايمر” التي حققت 679,000 مشاهدة.
والآن، تستعد الشركة لعرض مميز في مهرجان تورونتو السينمائي مع فيلمين بارزين. “ناجا”، من إخراج مشعل الجاسر، هو فيلم إثارة عن فتاة سعودية تُترك عالقة في الكثبان الرملية بعد موعد غرامي سري فاشل. يُذكر أن هذا الفيلم هو جزء من تعاون مع نتفليكس يشمل ثمانية أفلام تم توقيعه في عام 2020. بينما “مندوب”، الذي يمثل بداية إخراج المؤسس المشارك كلثمي، يقدم نظرة نادرة على الحياة الليلية في السعودية، حيث يتبع قصة مندوب يتورط في عالم التهريب السري للكحول.
وبصفة عامة، لم تقتصر مساهمات تلفاز١١ على إنتاج الأفلام فقط، بل كان لهم دور حاسم في تشكيل وتعريف ثقافة السينما المعاصرة في السعودية. حيث بدأت رحلتهم من خلق مقاطع الفيديو عبر الإنترنت إلى أن أصبحوا روادًا في السينما والذي ساعدهم على ذلك هي قدرتهم على التكيف ورؤيتهم السباقة.